يؤكّد الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي, أن “لقاء الرياض الذي جمع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بالموفد الفرنسي جان إيف لودريان وبحضور المستشار نزار العلولا والسفير وليد بخاري, إنّما رسم خارطة طريق لحراك لودريان في بيروت من خلال لقاءاته المُرتقبة مع المسؤولين اللبنانيين, وبالتالي يمكن القول أن المعادلة السابقة تغيّرت أي المبادرة الفرنسية”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت” يقول العريضي: “المملكة العربية السعودية استطاعت تغيير المسار الفرنسي في ظل أجواء إيجابية تمخّضت عن علاقة الطرفين, ووفق معلومات مؤكّدة في لقاء الرياض إنّما هو الشروع في الخيار الثالث, وعرضت أسماء لكن السعودية ترفض أن يكون لها أي مرشّح او تختار هذا وذاك بل حدّدت المواصفات والمقاربات وهذا بات واضحاً”.
ويضيف, “نظراً لما تملك الدول الخمس, ولا سيّما السعودية من معطيات حول الظروف الإقتصادية الصعبة التي يجتازها لبنان, فأنها تسعى مع شركائها في الدول الخمس لإنتاج تسوية في أقرب وقت ممكن وهي ستكون شاملة, أي رئيس حكومة ووزراء من أصحاب الكفاءة, وهذا يعني ان المنظومة السياسية التي أوصلت البلد إلى ما هو عليه اليوم من أحزاب وتيارات سياسية هم خارج كل المعادلات, ومن جرّب المجرب كان عقله مخرّب”. ويكشف العريضي, بأن “هناك تقاطع معلومات في حال لم يتمّ الإتفاق على قائد الجيش العماد جوزاف عون, أو أي من المرشحين الآخرين, فإن الأنظار ستتّجه مجددا نحو النائب ابراهيم كنعان, بمعنى أنه على علاقة طيبة مع الجميع ويشكّل نقطة إلتقاء مع كل الأفرقاء السياسيين من هذا الطرف وذاك, بعد صعوبة التوافق على مرشّحي المعارضة والثنائي الشيعي, ناهيك إلى زيارته للولايات المتحّدة الأميركية بدعوة من واشنطن, وكانت مهمّة جداً, وعلى هذه الخلفية فإن اسم كنعان عاد بقوة إلى الواجهة”. وعلى خط مواز, فإن معركة الخيار الثالث, برأي العريضي قد تكون بالتذكية أو عبر إنتقاء أسماء من المطروحين, إذ لا يخفى أنه في طليعة الأسماء التي تمّ تداولها في الرياض والدوحة, وكل عواصم القرار باتت معروفة ولا سيّما اسم قائد الجيش جوزاف عون إلى مدير الأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري الذي ارتفعت أسهمه في الآونة الأخيرة بشكل واضح, ولا يخفى بأن اسم الوزير السابق ناجي البستاني لا زال حاضراً لدى كل الأفرقاء, إضافة إلى الوزير السابق زياد بارود, والدكتور حبيب الزعبي”. وأضاف, “لا مناص للعودة إلى المعادلات التي كان موضع خلاف وانقسام في البلد حول مرشّحَي الثنائي والمعارضة, من هنا فالأنظار متّجهة إلى الخيار الثالث, والخروقات التي سجّلت في الأيام القليلة الماضية تشي بأن أمراً ما سيحصل, والمفاجآت واردة, وأقول للكثيرين عينكن على السعودية, انظروا إلى ما جرى في الرياض وإلى استدعاء السفير بخاري على عجل إلى المملكة, فهناك شيء ما يحضّر, والسعودية ستكون المفاجأة وقطر تلعب دوراً بالتنسيق مع الرياض, وفرنسا تغيّرت معطياتها وأجدنتها, فهل ينتخب الرئيس؟”. وبصدد الخلافات بين بعض الأطراف والمساجلات بين الإشتراكي والقوات وسواهم, يخلض العريضي قائلاً: “هذا هوالنائب السابق وليد جنبلاط كل يوم موقف جديد, وربّما غداً موقف آخر, فهو الذي وقُبيل العيد الوطني السعودي هاجم السعودية وسط مفاجأة الكثيرين إلى الهمز واللمز من قناة حلفاءه السابقين, لا سيّما القوات اللبنانية, إلا أن هناك قرار بعدم الرد عليه, وما جرى من بعض النواب القواتيين, كان رد “ناعم” لحفظ مسار هذه العلاقة, ولكن جنبلاط موجود في عين التينة, لا في مكان آخر”. |