أكد الدكتور عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية في الإمارات العربية المتحدة أن موضوع السفر إلى لبنان له إعتبارات عدة أولها أمني، فالوضع الأمني اللبناني لا يشجع على السفر وحكومة الإمارات حريصة على سلامة مواطنيها، خاصة وأن حزب الله يسطر على المطار والمعابر، وثانيها مرتبط بالإستقرار السياسي من خلال إنتخاب رئيس وحكومة جديدة، فالذي حدث في مخيم عين الحلوة مثلاً يدفعنا للقلق من إمتداده إلى مناطق أخرى إضافة إلى حوادث عدة لا تدعو للإطمئنان”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال عبد الله: لبنان بلد عربي ولم يكن يوماً إيرانياً أو خارج السياق العربي، والإبتعاد عن البعد العربي للبنان هو قرار حزب الله الذي يملي على اللبنانيين شروطه الإيرانية.
وأكد أن “حزب الله هو الذي يعادي دول الخليج وليس العكس، وهو الذي يرسل السلاح إلى الحوثي ويدرب كوادر خليجية في مخيماته ويعادي السعودية ويرسل بجواسيسه إلى العواصم الخليجية، وهو المسؤول عن تدهور العلاقات بين دول الخليج ولبنان وأتمنى لو كان أكثر تعقلاً كي نتواصل معه، لكنه قرر أن يكون إحدى أدوات الحرس الثوري الإيراني في المنطقة”. وأوضح انه “في الموضوع الرئاسي هناك إتفاق قطري سعودي إمراتي خليجي على أن يمثل الموفد القطري الجميع، والمدخل الخليجي إلى لبنان يمر عبر الموفد القطري الذي يتحدث بإسم الجميع، خاصة بعد إغلاق الإمارات لسفارتها في بيروت لإستيائها من تصرفات هذا الحزب الذي يعادي كل خليجي وكل عربي يأتي إلى لبنان. أما هوية الرئيس القادم فهي أمر متروك إلى القوى اللبنانية، والدول الخليجية والأجنبية ستدعم من يحصل على الإجماع، وما نراه الآن هو أن هناك موقف من الثنائي الشيعي غير منطقي وغير وطني باصراره على إيصال مرشحه دون سواه إلى الرئاسة بمعنى مرشحي رئيساً للبنان أو لا احد، والثنائي فشل فشلاً ذريعاً في فرض مرشحه، في المقابل لن يتمكن الطرف الآخر من فرض مرشحه أيضاً، والفراغ الرئاسي مرشح للإستمرار حتى المستقبل القريب”. وأشار إلى أن “هناك 2 مليون نازح سوري في لبنان كذلك يوجد عدد منهم في الأردن وتركيا ومسألة النزوح السوري كانت على رأس الحوار مع النظام السوري وقد طرحت بشكل موسع، لكن هناك صعوبات لوجستية ومالية وسياسية تعيق العودة، وينبغي اولاً تمهيد الظروف في سوريا قبل عودتهم والمسار سيكون طويلاً فالتجاوب السوري بطيء جداً في كل محور”. وأضاف “من حق اللبنانيين أن يشعروا بالخوف فبلدهم صغير لا يستطيع إستيعاب 2 مليون نازح على المدى الطويل، ولبنان عانى طويلاً بسبب استضافته للاجئين الفلسطينيين، وهذا يستحق الشكر والإمتنان، ولا يجوز تحميله عبئاً جديداً أكثر مما تحمله”. كما إعتبر أن “الإستثمار في لبنان لم يأتِ وقته بعد، خاصة وأننا لا نعرف حجم وقيمة الموجودات النفطية التي ستكتشف، وفي حال وقعت حرب بين لبنان وأسرائيل وعلى الرغم من تطبيع العلاقات مع هذه الأخيرة يبقى لبنان بلد عربي له مكانته وأولويته ولا يمكن أن تفاضل الإمارات بين لبنان وأسرائيل فلبنان أولاً وثانياً وثالثاً “. |