وَقَفتُ وناظِرِي، بِهَوًى كَئِيبِ، يُحَدِّقُ بِالبَعِيدِ وبِالقَرِيبِ
ذُهُولٌ في الفُؤَادِ طَوَى التَّرَجِّي، وَوَهمٌ في الضَّمِيرِ المُستَرِيبِ
أُمَنِّنُ مُهجَتِي بِبُزُوغِ فَجْرٍ بُعَيْدَ قَتامَةِ اللَّيلِ المُهِيبِ
ومَرَّت بِي مَواكِبُ مِن أَمانٍ قَضَت كَسَنا النَّهارِ مع المَغِيبِ
ومالَ إِلى الشَّجا شَدْوِي، وأَذْوَى ـــــــــــــ الجَوَى والهَمُّ لَحْنَ العَندَلِيبِ
رَحِيبٌ باتَ أُفْقِي يَومَ كانَ ـــــــــــــ الهَوَى لَحْنًا يُلَجلِجُ في وَجِيبِي
فَأَينَ نَأَت رُؤَى الأَحلامِ حَتَّى غَدَوتُ فَما سِوَى الأُنسِ السَّلِيبِ
هو الباقِي حُنُوًّا في خَرِيفٍ، وذِكْرًا، في الطَّوِيَّةِ، كَالدَّبِيبِ
أَلَا يا فائِتَ الأَيَّامِ هَلَّا ـــــــــــــ يَعُودُ صَفاكِ لِلقَلبِ الكَئِيبِ؟!
وهل لِلنَّوْرِ عَوْدٌ في يَبابِ الحِمَى، ـــــــــــــ ويُبُوسَةِ الحَقلِ الجَدِيبِ؟!
لَقَد طالَ الوُقُوفُ، وغَمَّ صَحْوِي، وغَلَّ أَسَى انكِسارِي في نَسِيبِي
وشابَ العُمْرُ، وانفَطَرَت حَنايا، على آلِ اللِّقاءِ مع الحَبِيبِ!