بعد إقفال باب تقديم العروض للتنقيب في البلوكين 10 و8 وتقدم إئتلاف الشركات المنقبة في البلوك رقم 9 إلى هذه المناقصة قبل إقفال الباب بساعتين فقط رسم أكثر من علامة استفهام وذهب البعض إلى الاعتقاد أن الشركات تيقّنت عن وجود كميات كبيرة من الغاز في البلوك 9 وهذا ما شجعها على التقدم إلى المناقصة.
هذا الرأي تخالفه خبيرة شؤون النفط والغاز في لبنان والمنطقة لوري هاتيان في حديث إلى “ليبانون ديبايت” فيهي تلفت أن الحفر الإستكشافي الذي يحصل في البلوك رقم 9 من أجل معرفة ماذا يحوي هذا البلوك لم ينتهِ بعد ولا زالوا في منتصف الطريق، ولم تصدر النتائج بعد حتى تدفع هذه الشركات للتقدم من جولة العروض.
وتلفت إلى أن تقدّمها من المناقصة لا يعني أن الدولة اللبنانية وافقت على عرضها، ومن الأرجح أن يقبلوا، ولكن الحسم يأتي بعد فض العروض والإطلاع عليها. وترى أن ما يجب التركيز عليه أن جولة التراخيص المفتوحة منذ العام 2019 لم تتقدم إليها الشركات، لا سيّما أن شركات الائتلاف الحالي هي التي تعمل في المنطقة إضافة الى الشركات الأميركية التي تعمل في هذه المنطقة أيضاً لكنها لا تتقدم إلى المناقصة لأنها تحتاج إلى إذن من الحكومة الأميركية على اعتبار هذا الأمر يتعلّق بالسياسة أكثر مما يتعلّق بأمور تقنية. كما تنبّه إلى أمر آخر هو أن البلوكات الجنوبية تدخل ضمن موضوع ترسيم الحدود وهناك ترتيبات خاصة لا يمكن لكل الشركات القبول بها، وبما أن توتال وآني وقطر للطاقة قبلوا الدخول في موضوع ترسيم الحدود وإمكانية تكفّلها بدفع حصة اسرائيل، فإن إحتمال حصولهم على حق التنقيب هناك دفعهم للتقدّم إلى المناقصة. وتلفت أيضاً إلى أن الخماسية التي تضم قطر وفرنسا لديها النيّة بتثبيت الوضع في لبنان، فهذا عنصر أساسي من العناصر التي دفعت هذه الشركات للتقدّم إلى المناقصة، وبالتأكيد ليس لأنهم اكتشفوا شيئاً إيجابياً في البلوك رقم 9، فلا يمكن البناء على التكهنات بل ما سيصدر بعد الاستكشاف. أما بالنسبة إلى جولة التراخيص فتعتقد أن الدولة اللبنانية قد أقفلت الجولة مع هؤلاء العارضين بعد أن تنبّهت إلى إحتمال أن لا تتقدّم شركات أخرى إلى هذه المناقصة، ففضّلت أن يكون لديها هؤلاء العارضين من أن لا يكون هناك أحد. أما بالنسبة إلى البلوك رقم 8، فتلفت إلى أن هناك عقد قد تمّ توقيعه مع شركتين من أجل إجراء مسوحات زلزالية في البلوك رقم 8 لأن الدولة لا تعلم ما يحتوي هذا البلوك لأن أكثر من ثلثَي مساحته متنازع عليها ولم يكن هناك من دراسات حوله، وبعد أن أصبح البلوك بكامله للبنان أرادت الدولة اللبنانية إجراء دراسة لمعرفة ماذا يوجد في هذا البلوك. وتوضح أن المسوحات الزلزالية لا تعني أن المنطقة معرّضة للزلازل بل هي مسوحات جيولوجية، حيث تقوم الباخرة بالكشف وتقوم بالمسح لتعرف تضاريس البلوك رقم 8 ويلي ذلك تحليل لهذه التضاريس من قبل الجولوجيين من أجل معرفة الطبقات الموجود وإذا كان هناك مكمن غاز أو نفط، وهذه الدراسات مهمة من أجل معرفة ماذا يوجد داخل هذا البلوك. أما عن تغيير الإحداثيات في الحفر داخل البلوك 9, ترجّح أن يكون خلال عملية الحفر اصطدموا ببعض الأمور فغيروا الإتجاه للوصول إلى العمق المفترض الوصول إليه. وتنتقد من يسارع إلى تبشير اللبنانيين بأن لدينا كميات كبيرة من الغاز وتفضّل التريّث حتى آخر الشهر لمعرفة هذه الكميات، حتى لا نطلق أي وعود للبنانيين بوجود كميات قد لا تكون حقيقية. |