انتقد سياسيون مصريون تعرض منافسي الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المرتقب إجراؤها شهر ديسمبر كانون الأول إلى حملات تضييق لعرقلة مساعي تحرير البعض توكيلات لدعم مرشحين آخرين، على رأسهم عضو البرلمان السابق أحمد الطنطاوي الذي اعتقل نحو 80 شخصا من أنصاره. في المقابل، ذكرت الهيئة الوطنية للانتخابات أنها حققت في مثل هذه الشكاوى ولم ترصد أية مخالفات أو أعمال محاباة. ويجرى الاستحقاق المقبل وسط أزمة اقتصادية خانقة، إذ يعاني المصريون من تراجع قدرتهم الشرائية مع ارتفاع التضخم الذي سجل رقما قياسيا جديدا في أب/أغسطس إذ بلغ قرابة 40%، بعد أن فقد الجنيه المصري منذ آذار/مارس 2022 50% من قيمته أمام العملات الأجنبية.
يشتكي منافسو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها شهر ديسمبر / كانون الأول من تعرضهم لتضييق مستمر، إذ ذكرت أحزاب معارضة الأربعاء أن من يرغبون في تحرير توكيلات لدعم مرشحين محتملين لمواجهة السيسي يواجهون عراقيل تحول دون ذلك.
يتعين على المرشحين المحتملين الحصول على دعم ما لا يقل عن 25 ألف ناخب من 15 محافظة مختلفة أو 20 نائبا بالبرلمان وتقديم أوراق الترشح قبل 14 أكتوبر تشرين الأول حتى يتسنى لهم خوض الانتخابات التي ستجرى في الفترة من 10 إلى 12 ديسمبر كانون الأول.
ويقول أعضاء في الحركة المدنية الديمقراطية، التي تضم جانبا من المعارضة المنقسمة في مصر، إن من يحاولون تحرير توكيلات لدعم مرشحين آخرين غير السيسي لا يستطيعون القيام بذلك في مكاتب الشهر العقاري التي يحيط بها نشطاء أو “بلطجية” يدعمون الحكومة.
وقالت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر إنها حققت في مثل هذه الشكاوى ولم ترصد أية مخالفات أو أعمال محاباة. وأعلنت أنها أصدرت تعليمات لمكاتب الشهر العقاري لتمديد ساعات عملها للسماح للراغبين في عمل توكيلات.
وفي مؤتمر صحفي بالقاهرة، قدمت الحركة المدنية الديمقراطية أشخاصا قالوا إنهم واجهوا مشكلات في تحرير التوكيلات.
وقالت رانيا الشيخ إنها عندما حاولت تحرير توكيل لدعم عضو البرلمان السابق أحمد الطنطاوي، أبرز شخصية تعتزم خوض غمار السباق ضد السيسي، افتعل بلطجية شجارا في مكتب الشهر العقاري وقامت امرأة بشد شعرها فيما تعرض زميل لها للضرب على كتفه.
وتابعت أنه يتم إبعاد الناس في أماكن أخرى. وقالت “الموظفون في كل مكان عندهم حجج محددة: النظام معطل، الكهرباء مقطوعة الانترنت لا يعمل والبطاقة لا تظهر عندنا”.
من جهته، قال مجدي حمدان القيادي بحزب المحافظين إنه مُنع من تحرير توكيل بأحد المكاتب، وعندما حاول دخول مكتب ثان قامت مجموعة من الرجال بإدخال بعض جامعي القمامة والمتسولين ثم قاموا برشهم- وهو معهم- بالماء.
حملة الطنطاوي تشكو هي الأخرى من عرقلة الراغبين في دعمه واعتقال أكثر من 80 من أنصاره. وردا على طلب للتعليق، أحالت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر الأمر إلى بيانات هيئة الانتخابات التي تنفي وقوع أية مخالفات.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز السيسي بولاية ثالثة في انتخابات ديسمبر كانون الأول.
وعندما أعلن رسميا ترشحه في وقت سابق من هذا الأسبوع، شجع السيسي المواطنين على المشاركة في الانتخابات واختيار المرشح الذي يرونه مناسبا.
فرانس24/أ ف ب