إدانات غربية لهجوم حماس على إسرائيل ودعوات لضبط النفس

دانت دول غربية عدة السبت أبرزها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وكذلك الاتحاد الأوروبي الهجوم المباغت على إسرائيل الذي تنفذه حركة حماس الفلسطينية انطلاقا من غزة، معربة عن تضامنها مع تل أبيب. في المقابل، حمَّلت قطر في بيان “إسرائيل وحدها مسؤولية التصعيد الجاري الآن بسبب انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني”. كما دعت روسيا الطرفين إلى ضبط النفس وحذرت مصر من “عواقب وخيمة” لتصعيد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين.
أعربت عدة دول غربية السبت عن تضامنها مع إسرائيل وإدانتها للهجوم العسكري المباغت الذي تنفذه منذ الصباح الباكر، حركة حماس الفلسطينية انطلاقا من غزة والذي أسفر عن مقتل عشرات الإسرائيليين.

إدانة أوروبية من باريس إلى كييف
فعلى إثر هذه التطورات، أدانت فرنسا “بحزم شديد الهجمات الإرهابية الجارية ضد إسرائيل وشعبها”، على ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية السبت. وأعربت الوزارة عن “تضامنها التام مع إسرائيل وضحايا هذه الهجمات” وأعادت تأكيد رفضها المطلق “للإرهاب وتمسكها بأمن إسرائيل”.

فيما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن السبت أن دعم بلاده لإسرائيل “صلب كالصخر” و”راسخ”. وقال إن “الولايات المتحدة تقف بجانب إسرائيل. لن نخفق أبدا في مساندتها”، وذلك في تصريحات للصحافيين في البيت الأبيض الى جانب وزير خارجيته أنتوني بلينكن.

 

بدورها، دانت بريطانيا “بدون لبس هجمات حماس المروعة على المدنيين الإسرائيليين”، في بيان صادر عن وزير الخارجية جيمس كليفرلي. وكتب كليفرلي على منصة إكس أن “المملكة المتحدة ستساند على الدوام حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.

كما نددت الأمم المتحدة بـ”شدة” بهجوم حركة حماس على إسرائيل،على لسان موفدها الخاص إلى الشرق الأوسط تور فينيسلاند الذي دعا في الوقت نفسه إلى وقف “الهجمات” على الفور مشيرا إلى أنه “على تواصل وثيق مع كل الأطراف” ليطلب منها بصورة خاصة “حماية المدنيين”.

فيما أعلنت الحكومة الإيطالية في بيان “دعمها حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها” بوجه “الهجوم الوحشي” عليها. وقال البيان إن روما “تدين بأشد الحزم الترهيب والعنف الجاريين بحق مدنيين أبرياء”، مؤكدا أن “الترهيب لن يغلب أبدا. إننا ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.

من جانبها، نددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك “بشدة الهجمات الإرهابية القادمة من غزة ضد إسرائيل”. وأضافت على منصة إكس بأن ألمانيا “تتضامن تماما” مع إسرائيل و”الحق الذي يضمنه القانون الدولي، في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب”.

وأعربت إسبانيا عن صدمتها جراء “العنف الأعمى” نتيجة العملية الواسعة التي تنفذها حماس على إسرائيل. حيث قال وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس على منصة إكس: “ندين بشدة الهجمات الإرهابية الخطيرة للغاية التي تنطلق من غزة ضد إسرائيل. لقد صدمنا هذا العنف الأعمى”.

من جهته، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأن التكتل يدين “بشكل لا لبس فيه” هجمات حماس ويعرب عن “تضامنه مع إسرائيل”. وقال في رسالة على منصة إكس: “إننا نتابع الأخبار الواردة من إسرائيل بقلق. وندين بشكل لا لبس فيه هجمات حماس. ويجب أن يتوقف هذا العنف المروع على الفور. فالإرهاب والعنف لا يحلان شيئا”. وأضاف أن “الاتحاد الأوروبي يعرب عن تضامنه مع إسرائيل في هذه الأوقات الصعبة”.

كذلك، أعلنت أوكرانيا دعمها حق إسرائيل “في الدفاع عن نفسها وشعبها” بعد شن حركة حماس عملية واسعة من قطاع غزة بالصواريخ والتسلل والقتال على الأرض. وأفادت وزارة الخارجية الأوكرانية عبر الشبكات الاجتماعية بأن “أوكرانيا تدين بحزم الهجمات الإرهابية الجارية على إسرائيل بما في ذلك إطلاق الصواريخ على السكان المدنيين في القدس وتل أبيب”، مضيفة: “نعرب عن دعمنا لإسرائيل في حقها في الدفاع عن نفسها وشعبها”.

وندد الحلف الأطلسي أيضا “بشدة” بالعملية التي تنفذها حركة حماس ضد إسرائيل، على ما أعلن متحدث باسم التكتل العسكري السبت.

وكتب المتحدث ديلان وايت على منصة “إكس” “ندين بشدة الهجمات الإرهابية التي نفذتها حماس اليوم على إسرائيل، شريكة الحلف الأطلسي”. وأضاف “نتوجه بأفكارنا إلى الضحايا وجميع الأشخاص الذي طاولتهم”، محذرا بأن “الإرهاب تهديد جوهري للمجتمعات الحرة ومن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها”.

دعوات إلى وقف العنف على الفور
أفادت وكالة الأنباء السعودية بأن وزارة الخارجية السعودية دعت “للوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين”. فيما أبلغ وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله أبلغ نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن بأن المملكة ترفض “استهداف المدنيين العُزّل بأي شكل” وتشدد على “ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني من جميع الأطراف”.

وأضافت الوزارة في بيان أن الوزير دعا أيضا إلى “ضرورة تكاتف الجهود لتهدئة الأوضاع وتجنب مزيد من العنف”.

من جانبها حمَّلت وزارة الخارجية القطرية السبت في بيان “إسرائيل وحدها مسؤولية التصعيد الجاري الآن بسبب انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني”.

ودعت قطر جميع الأطراف إلى “وقف التصعيد والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس”.

وشددت الوزارة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لمنع إسرائيل من “اتخاذ هذه الأحداث ذريعة لإشعال نار حرب جديدة غير متكافئة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة”.

كما دعا فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى وقف العنف في غزة على الفور، بعد أن شنت حركة المقاومة الإسلامية حماس أكبر هجوم لها على إسرائيل منذ سنوات. وقال تورك إنه أصيب بصدمة بسبب التقارير عن إطلاق مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل السبت وعن احتجاز مدنيين إسرائيليين كرهائن.

وقال تورك في بيان “هذا الهجوم له تأثير مروع على المدنيين الإسرائيليين… يجب ألا يكون المدنيون هدفا لأي هجوم أبدا”. ودعا إسرائيل إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين في أثناء ردها على الهجمات بضربات جوية على غزة. وأضاف: “أدعو إلى وقف العنف على الفور، وأدعو جميع الأطراف والدول الرئيسية في المنطقة إلى التهدئة لتجنب المزيد من إراقة الدماء”.

في المقابل، دعت روسيا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى “ضبط النفس”. وقال موفد الكرملين للشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف: “إننا على اتصال مع الجميع، مع الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب”، مضيفا بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء إنترفاكس: “بالطبع، ندعو على الدوام إلى ضبط النفس”.

ودعت موسكو إلى “وقف إطلاق نار فوري” مبدية “قلقها الشديد” حيال العملية الواسعة النطاق التي تشنها حركة حماس على إسرائيل. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا في بيان: “ندعو الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى وقف إطلاق نار فوري وإلى التخلي عن العنف وإبداء ضبط النفس الضروري”.

وحذرت مصر أيضا في بيان من “عواقب وخيمة” لتصعيد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين. ودعت وزارة الخارجية المصرية في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر”.

هذا، وقالت وكالة الأنباء العمانية إن سلطنة عمان دعت في بيان صادر عن وزارة الخارجية السبت الإسرائيليين والفلسطينيين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وضرورة حماية المدنيين. كما قال البيان: “على المجتمع الدولي والأطراف الدولية الداعمة لجهود استئناف عملية السلام التدخل الفوري لوقف التصعيد الجاري والاحتكام إلى قواعد القانون الدولي”.

أما الحكومة العراقية، فقد قالت على لسان المتحدث باسمها باسم العوادي السبت في بيان، إن “العمليات التي يقوم بها الشعب الفلسطيني اليوم هي نتيجة طبيعية للقمع الممنهج الذي يتعرض له منذ عهود مضت على يد سلطة الاحتلال الصهيوني”.

وأضاف في بيان “نحذر من استمرار التصعيد داخل الأراضي الفلسطينية، لأنه سينعكس على استقرار المنطقة”.

الكويت أيضا عبرت عن “قلقها البالغ” إزاء التطورات بين إسرائيل والفلسطينيين، محملة إسرائيل مسؤولية “الاعتداءات السافرة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الشقيق”. ودعت وزارة الخارجية في بيان المجتمع الدولي إلى “إنهاء ممارسات الاحتلال الاستفزازية” و”سياسة التوسع الاستيطاني”.

وحضّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إسرائيل والفلسطينيين على “التصرف بعقلانية” داعيا إلى “الابتعاد عن الأعمال الانفعالية التي تصعّد التوتر”.

جامعة الدول العربية، أيضا، على لسان أمينها العام أحمد أبو الغيط، دعت إلى “وقف العمليات العسكرية في غزة بشكل فوري”، الذي ذكر بأن “استمرار إسرائيل في تطبيق سياسات عنيفة ومتطرفة يعد بمثابة قنبلة موقوتة تحرم المنطقة من أية فرص جادة للاستقرار على المدى المنظور”، وفق ما جاء في بيان أصدره المتحدث باسمه.

و أضاف المتحدث “أن الأمين العام لديه اقتناع كامل بمسؤولية المجتمع الدولي عن الوضع الحالي في ظل غياب أي رد فعل حقيقي على سياسات اليمين الإسرائيلي المستفزة ضد المقدسات الإسلامية والمضادة لحل الدولتين”.

رسائل داعمة لحماس من حزب الله وإيران
أما حزب الله اللبناني، فقد أصدر بيانا قال فيه إنه يتابع الوضع في غزة عن كثب وإنه “على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج”. وأضاف البيان بأن الهجوم كان “ردا حاسما على جرائم الاحتلال المتمادية… ‏ورسالة إلى العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بأسره وخاصة أولئك ‏الساعين إلى التطبيع مع هذا العدو أن قضية فلسطين قضية حية لا تموت حتى ‏النصر والتحرير”.‏

وفي إيران، أعلن المستشار العسكري للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي السبت “دعم” إيران للعملية الواسعة النطاق التي تشنها حركة حماس على إسرائيل، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية إسنا. وقال يحيى رحيم صفوي: “ندعم عملية طوفان الأقصى ونحن واثقون بأن جبهة المقاومة أيضا تدعمها”.

وتنفذ حركة حماس منذ فجر السبت عملية مباغتة ضد إسرائيل بإطلاق دفعات مكثفة من الصواريخ على مناطق إسرائيلية عدة وتنفيذ عمليات تسلل في محيط القطاع، في ما اعتبرته تل أبيب “حربا ضد دولة إسرائيل” التي ردت بغارات جوية على القطاع.

وقُتل إثر عملية “طوفان الأقصى” كما أطلقت عليها حركة حماس،عشرات الإسرائيليين، فيما قُتل تسعة أشخاص على الأقل في قطاع غزة السبت، وفق ما أفاد صحافيون من وكالة الأنباء في القطاع، بغارات جوية إسرائيلية على القطاع، ردا على الهجوم داخل أراضيها.

 

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز