لن تنجلي الصورة بالكامل عن الإخفاقات الإسرائيلية والنجاحات الفلسطينية قبل بدء حساب النتائج السياسية والعسكرية التي ستتوالى تباعاً في الأيام القليلة المقبلة بعد عملية “طوفان الأقصى” غير المسبوقة التي قامت بها حركة “حماس” ضد مستوطنات الغلاف والتي لم تتوقف حتى الساعة، محققةً أكثر من تطور على أكثر من مستوى داخلي فلسطيني وخارجي إقليمي.
وإذا كانت العملية الفلسطينية المتقدمة والمفاجئة قد أسقطت “الهيبة” الإسرائيلية في الداخل والخارج، فإن سيناريوهات عدة متوقعة وذلك إلى جانب الحرب الشاملة التي أعلنتها إسرائيل على قطاع غزة وليس عمليةً أو عدواناً محدوداً في الزمان والمكان.
والسؤال المطروح بالدرجة الأولى بعد 24 ساعة على “طوفان الأقصى”، يتناول معادلة وحدة ساحات المقاومة ضد إسرائيل واحتمالات اشتعال هذه الساحات في توقيتٍ واحد وبالتالي تدحرج الحرب الإسرائيلية المُعلنة على غزة باتجاه ساحات أخرى وفي مقدمها ساحة الجنوب اللبناني.
وفي معرض الإجابة، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، إن ما يجري هو بالطبع نتيجة للتعاون والتنسيق بين قوى المقاومة، موضحاً لـ”ليبانون ديبايت” أنه من الملاحظ وبحسب وقائع العملية الفلسطينية، أن مقاتلي حركة “حماس”، قد استفادوا من تجارب “حزب الله” والمقاومة في لبنان.
كذلك يشير المحلل قصير إلى أن الحزب قد أعلن الإستعداد لمتابعة الأوضاع، وبوجود تنسيق وتعاون ومراقبة للوضع، كما لا يستبعد القيام بعمليات من جبهات أخرى.
وعن سيناريوهات الرد الإسرائيلي المتوقعة بعد عملية “طوفان الأقصى”، يقول المحلل قصير، بأن الساحة اليوم، هي أمام استراتيجية جديدة تتّبعها المقاومة في فلسطين، حيث هناك تعاون مع كل القوى الأخرى، وفي المقابل فإن الإسرائيلي يقوم بالقصف وارد ، بالتوازي مع احتمال القيام بعمل عسكري محدود، علماً أنه مهما فعل، فإن ما جرى يشكل خسارة استراتيجية له.