رأى الرئيس فؤاد السنيورة، أن “ما شهدناه منذ السبت الماضي يشير الى تغيير استراتيجي وسياسي وقومي كبير جداً، وذلك بعد ان ظن كثيرون ان القضية الفلسطينية انتهت”.
وتابع، في حديث لـ “الجديد”، “ما يمكن فعله الآن هو التفتيش عن بعض التحسينات التي يمكن أن يصار إلى تقديمها إلى الفلسطينيين، تحسينات بمستوى المعيشة ومجالات العمل والحقيقة الذي جرى اثبت أن القضية الفلسطينية عميقة في وجدان العرب”.
وإعتبر السنيورة، أن “خطوة المقاومة الفلسطينية غيّرت كل المقاييس وانهت مقولة الجيش الذي لا يقهر”، وقال: “لذلك أعتقد أن هذا الأمر يجب أن ينظر إليه بأنه خطوة على صعيد إعادة قضية فلسطين لكي تبحث على الطاولة بشكل صحيح”.
وفي سياق آخر، رأى أن “مشكلة النازحين السوريين إلى لبنان، البعض يريد ان يحوّلها إلى موضوع خلاف وافتراق ما بين اللبنانيين، بينما بالفعل هي أزمة يتفق جميع اللبنانيين على أن لديهم موقفا واضحا وأساسيا منها، ويجب ألا يصار إلى نبذ الخلافات ما بيننا والا لن نستطيع أن نحقق شيئا”.
وعن الأوضاع في الجنوب وامكانية فتح جبهة حرب، لفت السنيورة الى أنه “يجب أن نكون واضحين امام جميع اللبنانيين، الذي يدفع بهذا الاتجاه لا يريد مصلحة لبنان ولا مصلحة فلسطين، لأن هذا الأمر سيؤدي إلى إنشاء مشكلة أكبر من مشكلة غزة”.
وأضاف، “لأكون واضحا أمام اللبنانيين جميعا، ان المشاركة بهذا الجهد الوطني والإنساني، يكون عبر عدة أساليب ليس بالضرورة أن يكون العمل العسكري احدها، بل يمكن أن يكون هذا العمل من خلال أمر يستطيع لبنان أن يقدم فيه إنجازا كبيرا وان يلعب دورا هاما وأساسا في تأليب وجهة نظر العالم لكي ينظر إلى الأمور كما ينبغي”.
ولدى سؤاله عن رأيه بما يفعله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من مواقف رسمية ومن اتصالات، لمواجهة ما يحصل اليوم من أحداث مهمة، أجاب السنيورة: “هناك إمكانية أن يبادر ميقاتي إلى ما يسمى تكوين هيئة وطنية، وأن يعمل من اجل أن يصار الى القيام بهذا الجهد، ويجب أن يكون هذا الجهد قادرا على أن يجيش الشعب اللبناني كله ويكون له جبهة واحدة متراصة بعيدا عن الأحلام وبعيدا عن المغامرات، وقادرا على أن يستفيد من القدرات والميزات التفاضلية التي يستطيع لبنان أن يقوم بها من أجل أن نخوض هذه المعركة الدبلوماسية والسياسية وأن ننجح فيها، ليس فقط بالنسبة للبنان، ولكن على الصعيد العربي أيضا”.