رئيسَة التّحرير غادة الخَرسا

أَوَليّسَ فِيْ ظُلُمَاتِ رُوحِكَ مِنْ شُرُوقْ؟!…. الشاعرة د. غادة الخرسا

 

 

مَضَتْ السُنْونُ العَشّرُ وإِبْنِي يَزِيْدُ

جُحُودُهُ فِيْ حَقِّ أُمّهِ عَنْ خُضُوعْ

لِلْشَرِّ فِي مَنّ صَوَروهُ مُسَلطِّاً

وَكَأنّهُم  فِيْ لَيْلِهِ كَانوَا  السُطُوعْ

أَنّسيْتَ إِبْنِيَ گمّ هَتَفْتَ مُصَرِّحَاً

بِشَبَابِ مَنْ حَمَلَ التَبَسُّمَ وَالدُمُوعْ:

“حَتَى مَتَى تَبْقينَ لي سَنَداً أنا

أَهْوي وَتَلقَانِي يَدَاكِ مِنَ الوقُوعْ” ؟

فِيْ مِصْرَ… فِيْ يَومٍ جَمِيلٍ ضَمّنَا

حَفْلٌ هُوَ التَكْرِيمُ للأُمِّ المِثَالْ

أَنَسيتَ أَنَكَ قُلْتَ :” أَنْتِ مِثَالُنَا                                         

أَنْتِ اليَليقُ بِهَا قِيَامُ الإحْتِفَالْ

 

 

 

 

ضَحَيْتِ بِالغَالي كَرَامَةَ عَيْشِنَا

أَهّلتِنَا جُهْدَاً  لِأَحْمَالٍ ثِقَالْ

أَنْتِ الأُمُوْمَةُ، فَوْقَ رَأسُكِ هَالةٌ

أَنْوَارُهَا مِنْ تضْحِيَاتِ وَكَمَالْ

أَنَسِيْتَ  كَمْ  لِي كُنْتَ خَيْرَ مُنَبّهٍ!

 لَاْ تُسْرِعِي فَأَنَا أَظَلُّ كَسِيْرَ بَالْ

خَوْفَاً عَليْكِ ، وَلَيْسَ يَهْدَأُ خَاْطِرِي

حَتَى أَرَاكِ رَجِعْتِ لِيْ وَبِخَيْرِ حَالْ”

مَاذَا تَغَيّرَ يَا بُنَيَّ لَتَرْتّضِيْ

شَرّاً لأُمِكَ  ! لَاْ أُصَدّقَ مَا يُقَالْ

مَنّ لَيْسَ يَحْمِلُ فِيْ دِمَائِهِ ذَرَةً

بَنَوِيَةُ، لَاْ يُرْتَجَى مِنْهُ اعْتِدَالْ

كَيْفَ آنْشَحَنّتَ بِبُغْضِكَ إِخّتَرْتَ

القَضَاءَ عَلَيَّ ظَنَاً مِنْكَ أنَكَ لَاْ تُطَالْ

يَابِئْسَهُ حُلُمَاً رَاوَدَ خَاْطِري

 فِيْ أَنْ أَرَاكَ  وَعُطْرُكَ  الزّاكي يَضوعْ

سَنَدَاً لِعَائِلَةٍ وَرافِعَ هَامَةٍ

لَكِنَ وَاقِعَكَ الأَثيمَ هَوى الُرُكوُعْ

وَقَرارُ  خَالِقِنَا احِتِرامُ إِرادَةٍ

 فِينَا وَأَنْتَ حَبَسْتَ شَراً فِيْ الضُلوعْ

 

 

 

 

هُوَ” لَاْ يُغَيّرَ أَنّفُسَاً مَالَمْ تُغَيّرُ

ما بِهَا يَاضَائِعاً أَضيءِ الشُموعْ

قَالَ المَسِيحْ عَنِ القَرِيبِ : بِأَنّهُ

 لَاْ بِمَسَافَةٍ بَلْ بِقُرْبِهِ فِي الحَنَانْ

بِمَحَبَةٍ وتعَاطُفٍ مَعْ غيْرِهِ

وَحِمَايَةٍ تُبْقِيهِ فِيْ جَوِّ الأَمَانْ”

الأَهْلُ يَنْتَظِرُونَ مِنْ أَوْلادِهِمْ

سَنَداً إٍذَا عَجّزوا لِتَنْتَصِرَ الحَياهْ

فَكِبَارُنا دِيّنٌ ودُنّيَا عِنْدَنَا

والإعِتِنَاءُ بِهِمْ وَصَايَا بِالصَلاه

حَطّمْتَ صَرْحَ أُموّمَتي بِشَرَاسَةٍ

يَا أَحْمَدُ افْهَمْ مَنْ قَريبْ أَوْ بَعِيدْ

فَرَوابِطُ القُربىَ تَظَلُّ رَهِينَةً

لِتُرابِ أرّضٍ شَمْسُها دَوّمَاً تَغيّبْ

أَمَا الرِبَاطُ الأَصْلُ فَهّوَ مُوّقَعٌ

بِحُروفِ رُوحٍ تَمْلأُ الكَونَ الرَحيبْ

فَأَنَا بِنَوْعٍ الدَمِّ أُمُّكَ إِنَما

بِأُمّومَةِ الأَرّواحٍ لسْتَ ابّني الحَبيبْ!

لِمَدَى سِنينٍ بِالغَبَاءِ مَنَعْتَني

مِنْ رُؤْيَةِ الأَحْفَادِ .. مَا هَذا العُقُوقْ!

لكَمْ انْتَظَرْتُكَ أَنْ تَفِيْقَ وَتَهْتَدي

لكّنَما مَا لاحَ مِنْكَ ، لِذَا بُروقْ

 

 

 

 

لَمْ يَصْحُ بَعْدُ ضَميرُكَ الغَافِي …إهْتَدِ

أَوَليّسَ فِيْ ظُلُمَاتِ رُوحِكَ مِنْ شُروقْ?

مِنْ دُونِ عَطّفِ الأمِّ عُمّرُكَ يَائِسٌ

إِنْ ضَاعَ حَقُّ الأُمِ تَنْعَدِمُ الحُقّوقْ

هَلْ كُلُ هَذَا السخْط كوْني شِئْتَها

أَرّضي عَلَى إِسّمي تَعّودُ موثَّقَةْ!

أَوْ رَفّضُ كُلِّ تَعَنّجُهِنْ وَتَكَبُّرٍ

فِيْ شَخّصِكَ المَحّرومِ مِنْ نَبّضِ الثِّقة

مَهْلاً وَلا تغتّرَ، فَالرَبُّ الرحيمْ

سَمِعَ الأَنْينَ يَضُجُّ عَبْرَ حِكَايتي

 فانْهلَّ بِالتَبّريِكِ مِنْ عَليَائِهِ

ضَمَدَ الجِراحَ مُكّرِمَاً لِقيادَتي

تَعْويِضُ ربِّي عَنْ عُقُوقِكَ  أَحْمَدُ

هُوَ فِيْ تَكَرُمِهِ عَليَّ لأَسّتَريحْ

بِإِحَالتّي مِنْ إلتِصَاقي بِالثّرَى

لِفَراشَةٍ تَجْني المَسّرةَ فِيْ الفَسِيحْ

فَإِذَا السَعَادَةُ مِلءَ كُلِ جَوارِحي

هَمّي الوحِيدُ هُوَ البَقاءُ عَلى الصَحيحْ

فَقْرٌ وَضُعْفٌ لا يَخَافَهُمَا مَعَاً

مَنْ أُعُطّيَ التَحْدّيقَ فِيْ وَجْهِ المَسيحْ