قال المستشار الألماني أولاف شولتز: “إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان مثيرا للضحك في تصريحاته بشأن سقوط قتلى مدنيين في المواجهات بين الجيش الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية حماس”.
وكان بوتين يتحدث عن المجازر في قطاع غزة، في الوقت الذي يتجاهل المستشار الألماني ما يتعرض له القطاع من قتل وتدمير على أيدي الجيش الاسرائيلي، ويعرب عن تأييده ودعمه لإسرائيل. وقد أكد بوتين على ضرورة تسوية القضية الفلسطينية عبر حل الدولتين، وقدم سفيره لدى الأمم المتحدة مشروع قرار بمجلس الأمن يدعو لهدنة إنسانية في غزة، لكن واشنطن استخدمت حق الفيتو لإجهاض القرار.
وقال بوتين: “إنه حدث رهيب، مئات القتلى والجرحى. إنها كارثة إنسانية، آمل فعليا ان يشكل ذلك إشارة تدل على أنه يجب وقف هذا النزاع في أسرع وقت ممكن”. في المقابل، يدلي المستشار الألماني يوميا بتصريحات داعمة لإسرائيل، ويهدد المتظاهرين في ألمانيا الذين ينددون بعدوانها على غزة. واليوم الخميس طالب شولتز باتخاذ إجراءات صارمة ضد معاداة السامية والعداء ضد إسرائيل في ألمانيا. وقال في بيان حكومي بالبرلمان الألماني “بوندستاغ” يجب أن يكون هناك “حد واضح”، لا يتم التغاضي عنه”. وتابع المستشار الألماني، “معاداة السامية ليس لها مكان في ألمانيا، ويتعين علينا فعل كل شيء من أجل التصدي لها. يجب علينا فعل ذلك بوصفنا مواطنات ومواطنين وأشخاصا نتحمل المسؤولية التاريخية”. وأضاف شولتز أن الأمر يتعلق أيضا بتطبيق القوانين واللوائح القائمة، وقال إنه يجب أن تكون الهيئات المعنية بشؤون التجمع والتظاهر واضحة في ذلك، “ويجب ألا تسمح بأية تجمعات تحدث بها مثل هذه الجرائم، ويكون هناك تخوف من إطلاق شعارات معادية للسامية خلالها”. وأكد شولتز أن مكان ألمانيا في هذا الوقت هو أنها “تقف بشكل راسخ بجانب إسرائيل”، وتابع “إسرائيل لديها الحق كله في الدفاع عن نفسها”. ومن نقطة التأييد المطلق لإسرائيل، ربما بدت محاولة بوتين اتخاذ موقف متوازن أو حتى مختلف مضحكة لشولتز. وانتقد شولتز بشدة تحذيرات بوتين من وقوع قتلى مدنيين في الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقال: “أشعر بالغضب الشديد عندما أسمع الرئيس الروسي يحذر في كل مكان من احتمال وقوع قتلى، قتلى مدنيين في المواجهات العسكرية. في الواقع لا يوجد شيء مضحك أكثر من هذا”. وربما أيضا يشير المستشار الألماني لما تسميه القوى الغربية تورط القوات الروسية في قتل مدنيين في حربها بأوكرانيا، ما يعني أن بوتين في نظره لا يملك حق إدانة القتل. وتلقى أوكرانيا دعما كبيرا من ألمانيا والولايات المتحدة، ولكن أجزاء كبيرة من أراضيها باتت تحت سيطرة روسيا. ومن المعروف أن بوتين، رغم ملامحه القيصرية يلقي بالنكات أحيانا، ويتهكم على القادة الغربيين، ولكن لم تتوفر معلومات عما إذا كان علق على صورة ظهر فيها المستشار الألماني مختبئا على أرضية مطار في تل أبيب خوفا من أن تصيبه صواريخ حماس التي قصفت المكان في تلك اللحظة. وقد وثقت وسائل الإعلام الغربية استلقاء المستشار الألماني ونقله لاحقا لملجأ، قبل أن يغادر إلى القاهرة، ويواصل التصريحات المؤيدة لإسرائيل. |
||
|