تجري جامعة الدول العربية حالياً مشاورات بشأن عقد «اجتماع طارئ» على مستوى وزراء الخارجية، «لبحث سبل التحرك السياسي بعد أحداث غزة»، وفق تصريحات الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي لـ«الشرق الأوسط». وتوقع زكي أن «يُعْقَد الاجتماع خلال الأسبوع الحالي»، مشيراً إلى أنه «يجري التشاور حالياً لتحديد موعد يراعي ارتباطات أغلبية الأعضاء».
وتلقت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الأحد، مذكرة رسمية من فلسطين طالبت فيها بعقد دورة غير عادية لمجلس وزراء الخارجية العرب في أقرب وقت ممكن.
وفي السياق نفسه، أوضح زكي في تصريحات نشرتها «وكالة أنباء الشرق الأوسط» المصرية الرسمية الأحد، أن «المذكرة الفلسطينية عممت على الدول الأعضاء، ويجري التشاور بشأنها بين الأمانة العامة، وعدد من الدول العربية خصوصاً المملكة المغربية التي تترأس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية».
ووفق النظام الداخلي لمجلس جامعة الدول العربية، فإن انعقاد الدورة غير العادية يستلزم تأييد دولتين للطلب المقدم من فلسطين.
ودعا المغرب، رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، إلى عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية العرب، وقال إن «الاجتماع يهدف للتشاور والتنسيق بشأن تدهور الأوضاع في قطاع غزة، واندلاع أعمال عسكرية تستهدف المدنيين، وكذا بحث سبل إيقاف هذا التصعيد الخطير».
وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية المغربية، في بيان (الأحد) أنه «تجري مشاورات مكثفة لعقد الاجتماع خلال هذا الأسبوع، بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة».
وكان مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية، السفير مهند العكلوك، قد تقدم بمذكرة لطلب عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية العرب «لبحث سبل التحرك السياسي على المستويين العربي والدولي لوقف العدوان الإسرائيلي، ومساءلة مرتكبيه، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتحقيق السلام والأمن المرتكزين على القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية».
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، قد دعا، في بيان إلى «وقف العمليات العسكرية في غزة بشكل فوري»، مذكراً بما سبق أن حذر منه مراراً من أن «استمرار إسرائيل في تطبيق سياسات عنيفة ومتطرفة يعد بمثابة قنبلة موقوتة تحرم المنطقة من أية فرص جادة للاستقرار على المدى المنظور».
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، جمال رشدي، إن «دائرة المواجهة المسلحة بين الجانبين تبتعد بالمنطقة عن أي فرص حقيقية لتحقيق الاستقرار أو السلام في المستقبل القريب».
وفي مايو (أيار) الماضي عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين اجتماعاً طارئاً «لبحث العدوان الإسرائيلي على فلسطين» في ذلك الوقت، وتضمنت قرارات القمة العربية الأخيرة في جدة، «التأكيد مجدداً على مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، وعلى التمسك بالسلام بوصفه خياراً استراتيجياً، والالتزام بمبادرة السلام العربية بكل عناصرها».