ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن الرئيس الأميركي جو بايدن، وكبار مساعديه، “يحثون إسرائيل على عدم تنفيذ أي ضربة كبيرة ضد حزب الله اللبناني”.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين – لم تكشف عن هويتهم – قولهم، إن “الولايات المتحدة تشعر بالقلق من أن بعض الأعضاء الأكثر تشددا في الحكومة الإسرائيلية أرادوا مواجهة حزب الله، رغم انشغال الجيش الإسرائيلي في حرب ضد حركة حماس الفلسطينية”.
وينقل الأميركيون للإسرائيليين “الصعوبات التي من المتوقع أن مواجهتها في قتال حماس بالجنوب، وحزب الله الأكثر قوة في الشمال”، وفقا للصحيفة.
وأضافت نيويورك تايمز، أن “المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن إسرائيل ستكافح في حرب على جبهتين، وأن مثل هذا الصراع يمكن أن يجذب كلا من الولايات المتحدة وإيران، وهي الدولة الداعمة الرئيسية لهذه المليشيات المسلحة”.
كما قال المسؤولون، إن “أحد أكبر المدافعين عن إجراء هجوم وقائي على حزب الله هو وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي قال إن الجهد العسكري الرئيسي لإسرائيل يجب أن يركز على حزب الله، لأنه يشكل تهديداً أكبر من حماس”، وفق الصحيفة.
في المقابل، نصح المسؤولون الأميركيون نظراءهم الإسرائيليين في اجتماعات جرت هذا الأسبوع، بـ”الحرص على ألا تعطي أفعالهم في الشمال ضد حزب الله وفي الجنوب بقطاع غزة، ذريعة سهلة للجماعة اللبنانية لدخول الحرب”.
وجرت هذه المحادثات الحساسة خلال زيارة بايدن إلى تل أبيب، الأربعاء الماضي، وأثناء المفاوضات الطويلة التي أجراها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في إسرائيل خلال وقت سابق من هذا الأسبوع، بحسب “نيويورك تايمز”.
وفي كلتا الزيارتين، التقى المسؤولون الأميركيون برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وحكومته التي تشكلت بعد هجوم حماس على إسرائيل يوم 7 تشرين الأوّل، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص، غالبيتهم من المدنيين.
يذكر أنه ردا على ذلك الهجوم، تشنّ إسرائيل غارات متواصلة على القطاع الفلسطيني المحاصر، مما أدى إلى مقتل ما يزيد عن 4 آلاف شخص، أغلبهم من المدنيين.
وأشارت الصحيفة، إلى أن “المسؤولين الأميركيين تجنّبوا استخدام لغة صريحة لتحذير الإسرائيليين من الأعمال العسكرية الاستفزازية؛ لأنهم فهموا الضعف الذي شعر به المسؤولون الإسرائيليون بعد هجمات 7 تشرين الأول، لكن بايدن وبلينكن أوضحا مخاوفهما” في هذا الصدد.
ورفض مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية، الرد على هذا التقرير عندما طلبت “نيويورك تايمز” التعليق. كما رفض الجيش الإسرائيلي ووزير الدفاع الإسرائيلي غالانت التعليق للصحيفة ذاتها.
وأصدر ممثل عن مكتب نتانياهو، بيانا جاء فيه، أن “إسرائيل متحدة في الحرب ضد حماس”. وقال نتانياهو إنه إذا “انضم حزب الله المصنّف على قائمة الإرهاب إلى الحرب، فإنه سيرتكب خطأ فادحا وسيدفع ثمنا مدمرا لم يسبق له مثيل”.