مؤشر أسعار الإستهلاك يسجّل رقما كبيراً… وخبير يفنّد الأسباب!

أعلنت إدارة الإحصاء المركزي في رئاسة مجلس الوزراء، في بيان، أن مؤشر أسعار الإستهلاك في لبنان لشهر أيلول 2023، سجل ارتفاعاً وقدره 1,4 % بالنسبة لشهر آب 2023، مع العلم أن التغير السنوي لمؤشر أسعار الاستهلاك في أيلول 2023 بلغ 208,5 % بالنسبة لشهر أيلول من العام 2022.

هذا الرقم الكبير في ارتفاع المؤشر يوضح الخبير الاقتصادي أنطوان فرح في حديث الى “ليبانون ديبايت” أسبابه، حيث يشير إلى التباس بموضوع إرتفاع أسعار الإستهلاك خلال سنة كاملة لأن البعض يعتبر أن إرتفاع الأسعار بنسبة 208,5 بالمئة هو عن العام 2023، لكن في الواقع هذا الإرتفاع هو من أيلول 2022 إلى أيلول 2023 أي أنه يدخل قسم من العام 2022 في هذه الحسابات.

ويذكر أنه في أيلول 2022 كان سعر صرف الدولار ما بين 34 و38 ألف ليرة بما يعني نصف سعره الحالي تقريباً، كما أنه وصل في الفترة اللاحقة إلى ما يقارب الـ140 ألف ليرة قبل أن يعود إلى التراجع ويثبت تدريجيا بعد آذار الـ2023، حيث يسجل بحدود الـ89 أو الـ90 ألفاً.

ويقول: هذا الإرتفاع في سعر الصرف طيلة هذه الفترات هو ما أدى إلى إرتفاع أسعار السلع، وبالتالي هذه النسبة لا تعود مستغربة.

كما يلفت إلى أسباب أخرى إلى جانب إنهيار سعر صرف الليرة ساهمت في إرتفاع الأسعار منها الإرتفاع في أسعار الطاقة بالعالم والتي انعكست على كافة السلع من مواد غذائية إلى كافة المواد الإستهلاكية، لأن الطاقة مادة حيوية تنعكس تداعياتها على كافة الأسعار الإستهلاكية، وهو ما ساهم باستمرار التضخم.

وينبّه إلى أن إرتفاع مؤشر سلع الذي تقاس على أساسه أسعار الإستهلاك يشمل بعض السلع التي عادت وارتفعت مع تأقلم الناس مع عملية الدولرة وهذا ما رأيناه في كثير من القطاعات من المطاعم وغيرها بحيث ارتفعت الأسعار وعادت إلى ما كانت عليه قبل الإنهيار لا بل أن بعض الأمكنة ارتفعت أسعارها بالدولار أكثر بكثير مما كانت عليه قبل الانهيار.

كل هذه العوامل ساهمت في تسجيل هذا الرقم من ارتفاع مؤشر أسعار الإستهلاك الى حدود الـ 208,5%.