قام وفد مصغر من السفراء العرب ضم سفراء: فلسطين ومصر والسعودية والاردن ولبنان والجامعة العربية، بتكليف من مجلس السفراء العرب في بروكسل، باجراء لقاءات مكثفة علي مدار الايام القليلة الماضية مع مسؤولين في مؤسسات الاتحاد الاوروبي سواء المجلس او المفوضية او البرلمان الاوروبي، فضلا عن جهاز الخدمة الخارجية الاوروبي، ووزارتي خارجية بلجيكا ولوكسمبورج.
ونقل وفد مجلس السفراء العرب، وفق بيان “المجلس”، الموقف العربي الذي تضمنه القرار الصادر عن الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الذي انعقد في القاهرة يوم 11 تشرين الأول الجاري، من “إدانة لاستهداف المدنيين والضرورة الملحة والعاجلة لوقف العدوان الحالي علي قطاع غزة والاسراع في تدفق المساعدات الطبية والانسانية لسكان القطاع بشكل مستدام وبدون اية مشروطية”.
كما اكد الوفد “الاهمية البالغة لوقف استهداف منفذ رفح الحدودي من الجانب الفلسطيني للمعبر حتي يتسني الاستمرار في ادخال هذه المساعدات، خاصة وان المعبر مفتوح للعمل من الجانب المصري وهناك قوافل طويلة من الشاحنات التي تحمل المساعدات الاغاثية للدخول الي غزة وتنتظر ضمانات بعدم الاستهداف من الجانب الاسرائيلي”.
وأكد وفد السفراء العرب خلال اللقاءات أيضا “الرفض الكامل والمطلق للمخططات الاسرائيلية بالتهجير القسري لسكان القطاع باعتباره تطهير عرقي ويتناقض مع التزامات اسرائيل القانونية كقوة احتلال طبقا لاتفاقيات جنيف الاربع، وبما يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، وان ذلك مرفوض تماما ولن يتم السماح به تحت اي ظرف”.
وحذر وفد السفراء من “خطورة توسيع رقعة الصراع بما ينذر بعواقب وخيمة في المنطقة”.
مؤكدا أنه “يتعين النظر الي الاسباب الحقيقية التي أدت الى اندلاع الازمة الحالية والتي تتمثل في غياب الافق السياسي وعدم معالجة جذور الصراع بالتوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية علي أساس حل الدولتين وانشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فضلا عن الاقتحامات المتكررة لجيش الاحتلال لمدن الضفة الغربية، وممارسات واعتداءات المستوطنين لترهيب المدنيين العزل في الضفة الغربية، وانتهاك المقدسات المسيحية والاسلامية في القدس الشرقية، واستمرار النشاط الاستيطاني في الاراضي المحتلة”.
كما لفت وفد السفراء العرب في بروكسل إلى “خطورة تبني بعض المسؤولين والمؤسسات السياسية الأوروبية نهجا غير متوزان وغير مقبول من ازدواجية المعايير في الحديث عن حقيقة ما يجري في غزة وعن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تدهور الأوضاع”.
ونبَّه السفراء العرب إلى” أن بعض التصريحات والمواقف الأوروبية وجهت رسائل خاطئة لقوات الاحتلال الإسرائيلي قد تشجعها على المزيد من الاعتداءات وقتل المدنيين واستهداف المرافق العامة والخاصة في القطاع”، وطالبوا الطرف الأوروبي بالضغط على إسرائيل لإيقاف دورة العنف والاستفزازات لمنع توسيع القتال الى جبهات أخرى، وبالعمل بشكل جدي وفوري على وقف التصعيد ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع، وعدم السماح بتهجير الفلسطينيين من القطاع”.
وشدد السفراء العرب في لقاءاتهم مع الجانب الاوروبي أن “لا سلام ولا استقرار في المنطقة من دون تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة والاستمرار، وبما يتسق مع مبادرة السلام العربية، وبمشاركة جميع الأطراف المعنية”.
وشملت اللقاءات التي أجراها وفد مجلس سفراء الدول العربية في بروكسل لقاءات مع رئيسة البرلمان الأوروبي، والمستشار السياسي لرئيس المجلس الأوروبي ومدير مكتب الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي ومديرة مكتب المفوض الأوروبي للشؤون الإنسانية والإدارة العامة للشؤون الإنسانية ومدير عام الإدارة العامة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا والممثل الأوروبي الخاص لعملية السلام والشرق الأوسط في جهاز الخدمة الخارجية الأوروبي.
كما شملت اللقاءات المدير العام للشؤون السياسية في الخارجية اللوكسمبورجية، ومدير مكتب وزيرة الخارجية البلجيكية.
كما عقد مجلس السفراء العرب مؤتمرا ولقاء صحافيا في مقر النادي الصحافي في بروكسل حضره عدد غفير من مراسلي وسائل الإعلام الأوروبية والبلجيكية والعربية.