(إِلى صَدِيقٍ أَسَرَ الرُّوحَ بِنَقاءِ رُوحِهِ، وَوَفائِهِ الأَمْثَل…
إِلى أَخِي كَرِيم بُوكَرِيم رَئِيسِ اتِّحادِ بَلَدِيَّاتِ الكُورَة)
في قَوْلَةِ الحَقِّ قَد نَصَّبتُ مِيزانِي، فَباتَ غَزَّارَتِي، طِرْسِي، وأَوزانِي
حَمَلتُهُ واجِبًا، ما قَضَّ أَجفانِي، بل زادَ، في زَحْمَةِ الأَوزارِ، إِيمانِي
لا الثِّقْلُ ثَبَّطَ مِنْ عَزْمِي، ولا طَبَعَت جَبِينِيَ الحُرَّ أَتعابِي وأَوهانِي
إِنْ خالَفَ البُطْلُ سَيرِي، في تَعَسُّفِهِ، شَدَدتُ، في نُصْرَةِ الخُلَّانِ، أَركانِي
هُم إِخوَتِي في الرَّزايا، ما طَغَت فَنَدًا، وَهُم، على العَسَراتِ السُّوْدِ، أَعوانِي
هذا شِعارِي، على الجُلَّى، وأَحفَظُهُ حَتَّى يُغَيِّبَنِي تُرْبِي وأَكفانِي!
***
يا دِهرُ كَم فِيكَ مِن شَأْنٍ يُحَيِّرُنا، هذا قَرِيبُ صِلاتٍ وَصْلُهُ شانِي*
وذا بَعِيدٌ – إِذا وافَيتَهُ نَسَبًا – يُعطِيكَ مِن قَلبِ إِلْفٍ صادِقٍ حانِي
هي الصَّداقَةُ، إِنْ تَصْفُ، فَقُلْ عُمُرٌ كَالمَرْج يَزهُو بِأَشذاءٍ ورَيْحانِ
فَكَم أَخٍ لَكَ لا قُرْبَى بِهِ جَمعَت قَلبَيكُما، أَو نَجِيْعٌ واحِدٌ قانِي
بَل وَحْدَةٌ في شُعُورٍ، أَو هَوَى مُثُلٍ، على وَفاءٍ نَصِيعِ الوَسْمِ إِنسانِي
إِمَّا ابتَلانِيَ دَهرِي ضامَهُ نَكَدِي، يُدمِيهِ عُسْرِي كَما في الخَطْبِ أَدمانِي
إِلَيهِ حُبِّيَ ما دامَ الزَّمانُ لَنا، يَسرِي مع النَّبْضِ مَحفُوفًا بِعِرفاني
كَرِيمُ… نَخْبَكَ أُعْلِي ما مَضَتْ حِقَبٌ، فَارفَعْ يَمِينَكَ واحْسُ نَخْبِيَ الدَّانِي!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* شانِي: شانِئ: فاعِلٌ مِنْ شَنِئَ / شَنِئَ فُلانًا: كَرِهَهُ وأَبغَضَهُ وتَجَنَّبَهُ