بعد الاستنفار الكبير الذي شهدته مناطق مصرية على الحدود مع غزة عقب حادثي مدينة في طابا ونويبع جنوب سيناء، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الصواريخ والطائرات المسيرة التي ضربت مصر الجمعة، أطلقتها جماعة الحوثي على إسرائيل.
الحوثي فعلها!
وذكر المتحدث باسم الوزارة في بيان، إن إسرائيل تندد بالأضرار التي لحقت بالقوات الأمنية المصرية جراء الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقتها منظمة الحوثي الإرهابية بهدف الإضرار بإسرائيل، وفق البيان.
بالمقابل، أعلن المتحدث العسكري في مصر محمد سمير عبد العزيز، أن المسيّرة التي استهدفت نويبع قادمة من جنوب البحر الأحمر تجاه إسرائيل.
ولفت إلى أنه تم استهداف مسيّرة خارج الم جال المصري فوق العقبة وسقط حطامها في نويبع.
وأكد سقوط مسيّرة أخرى قادمة من جنوب البحر الأحمر في طابا.
قصف برج مراقبة في رفح ومسيرة في طابا ومقذوف بنويبع.. 3 ضربات تتعرض لها مصر
إلى ذلك، شدد على أن القوات الجوية المصرية تكثف أعمال تأمين كامل المجال الجوي.
أتى الإعلان الإسرائيلي بعدما أجرى مسؤولون مصريون اتصالات مع كافة الأطراف المعنية، للتأكيد على أن القاهرة لن تسمح بجرها إلى مستنقع التصعيد، ولن تسمح بتهديد أمنها لا من قريب ولا من بعيد، وذلك بعد تكرار الحوادث والقصف في شمال وجنوب سيناء خلال الأيام الماضية.
كما وجهت مصر خلال الساعات الماضية رسائل تحذير لأطراف مختلفة، مؤكدة أنها لن تسمح بتكرار مثل هذه الحوادث.
ونفّذت القوى الأمنية عمليات تمشيط متواصلة مع تأمين وسائل الحماية بشكل دوري بما يحافظ على سلامة الأراضي المصرية من أي أضرار.
جاء ذلك بعد سقوط طائرة مسيرة مجهولة الهوية على مدينة طابا، وجسم غريب قرب محطة للكهرباء في نويبع على خليج العقبة بالقرب من الحدود الإسرائيلية في وقت سابق من الجمعة.
بينما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن الجيش رصد تهديدا جويا في منطقة البحر الأحمر، فتم استدعاء طائرات حربية للتعامل معه.
والأحد الماضي أيضا، أصيب عدد من أفراد الجيش المصري بمنطقة قريبة من معبر رفح، بشظايا قذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية بالخطأ، قبل أن تعتذر إسرائيل لاحقا عن الحادث.
صواريخ من اليمن
يذكر أن حادثي طابا ونويبع البعيدتين عن شمال سيناء المتاخم لقطاع غزة، سلطا الضوء على المخاطر التي تواجه مصر ودولا أخرى في المنطقة مع تصاعد القتال بين إسرائيل والفلسطينيين.
لاسيما أن القاهرة تلعب دورا نشطا في التفاوض على وصول المساعدات إلى غزة، وفي محاولة إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حماس، والدعوة إلى وقف إطلاق النار، لكن قربها من خط المواجهة يعرضها للمخاطر.
والأهم ما كشفه مستشار رئيس الحكومة للأمن القومي السابق عقوب أميدرور، عن أن إحدى أكبر الصدمات مؤخرا كانت إطلاق صواريخ كروز باتجاه إسرائيل من اليمن يوم الخميس الفائت، وهو وابل أسقطته مدمرة بحرية كانت جزءًا من الأسطول الذي أرسله بايدن إلى شرق البحر الأبيض المتوسط خلال الأيام الماضية.
حينها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن صواريخ كروز التي أطلقت من اليمن باتجاه إسرائيل الأسبوع الماضي وأسقطتها مدمرة تابعة للبحرية الأميركية، كانت بمدى يمكن أن يصل إلى إسرائيل.
في حين قدر المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، مدى الصواريخ بما يقترب من ألفي كيلومتر، ليؤكد هذا الهجوم على المخاطر المتزايدة من توسع الصراع في المنطقة مع استمرار إسرائيل في قصف غزة.