دخل الجيش السعودي في حالة تأهب قصوى بعد اشتباكات دامية مع المتمردين الحوثيين، المدعومين من إيران في اليمن، الذين حاولوا أيضًا إطلاق صاروخ فوق المملكة باتجاه إسرائيل، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها؛ لأن المعلومات خاصة، إن أربعة جنود سعوديين قتلوا في القتال مع قوات الحوثيين في منطقة جازان الجبلية، جنوب غرب البلاد، على الحدود مع اليمن. كما اعترضت قوات الدفاع السعودية صاروخاً أطلقه الحوثيون على الأراضي السعودية في الأسابيع القليلة الماضية.
والوفيات السعودية، التي وقعت الأسبوع الماضي، هي أول خسائر معروفة لقوات البلاد، منذ التوصل إلى هدنة مبدئية مع الحوثيين في نيسان من العام الماضي، وكانت الرياض تحاول التفاوض على إنهاء الحرب مع الحوثيين، التي بدأت في عام 2015. وقبل التصعيد، كان الجانبان على وشك التوصل إلى اتفاق على الرغم من مقتل أربعة جنود بحرينيين يخدمون ضمن قوات التحالف السعودي في هجوم بطائرة بدون طيار للحوثيين الشهر الماضي. ووقع الحادث الأخير، في الوقت الذي يثير فيه الصراع بين إسرائيل وحماس التوتر في جميع أنحاء المنطقة، وحذرت إيران من أن جبهات جديدة ستفتح ضد الولايات المتحدة إذا واصلت دعمها لإسرائيل. وانتقدت السعودية بشدة الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، وهو القطاع الفلسطيني، الذي تحكمه حركة حماس. بدأت تلك الأحداث، في السابع من تشرين الأول، عندما اجتاحت حماس، جنوب إسرائيل، وقتلت 1400 شخص، وتقول السلطات الفلسطينية إن الآلاف قتلوا بالقصف، ودعت الرياض إلى وقف إطلاق النار. وجاءت الاشتباكات على الحدود اليمنية – السعودية في أعقاب إطلاق الحوثيين وابلًا من صواريخ كروز والطائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل في 19 تشرين الأول، التي قال البنتاغون إن مدمرة أميركية اعترضتها في البحر الأحمر. واعترضت الدفاعات الجوية السعودية أحد هذه الصواريخ، وسقط داخل أراضي المملكة، بحسب المصادر، ولم تكشف الولايات المتحدة والسعودية من قبل عن تورط السعودية في وقف الهجوم. وقال أحد الأشخاص إن البروتوكولات المرتبطة بحالة الاستعداد المرتفعة تم تفعيلها في جميع فروع الجيش السعودي بعد إطلاق الحوثيين للصواريخ. ويزور وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان واشنطن، اليوم الاثنين، للقاء كبار المسؤولين في إدارة بايدن، ومن المتوقع أن يناقش تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس والوضع في اليمن، بحسب المصادر. وأعرب الحوثيون عن دعمهم لحركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنها جماعة إرهابية. وفي 11 تشرين الأول، أدان زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، دولاً مثل المملكة العربية السعودية لمحاولتها تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهدد بالانتقام من الولايات المتحدة “بجميع الخيارات العسكرية المتاحة”. وبشكل منفصل، قلصت شركة الطيران الرئيسية في إسرائيل (إل عال) رحلاتها فوق شبه الجزيرة العربية. وطارت رحلة (إل عال) رقم 81 من تل أبيب إلى بانكوك جنوبا حتى الصومال، يوم الأحد، متجنّبة الجزء الأكبر من شبه الجزيرة قبل أن تتجه شرقا نحو وجهتها، بناءً على بيانات من FlightRadar24. وأظهرت البيانات أن الرحلة الثانية (إل عال 83)، اتخذت مسارا مماثلا في وقت مبكر من يوم الاثنين، وكذلك فعلت رحلة إلى مومباي. وقال شخص مطلع على الأمر إن المناورات، التي أضافت عدة ساعات إلى الرحلات التي تمر عادة عبر قلب السعودية، كانت خطوة احترازية لتعزيز الأمن. وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته أثناء مناقشة مسألة حساسة، إنه لا توجد تهديدات محددة، ولا يزال مسموحا لشركة العال بالتحليق عبر المجال الجوي السعودي. ولم يكن لدى شركة الطيران أي تعليق. وأظهرت بيانات FlightRadar24 أن العديد من الرحلات الجوية إلى دبي، التي عادة ما تعبر المجال الجوي السعودي أيضا، قد تم إلغاؤها أو تم إدراجها مع حالة طيران غير معروفة بعد وقت الإقلاع المقرر، ولم يكن لدى سلطات الطيران السعودية والإسرائيلية تعليق. وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن عُمان، التي تقع على طرف شبه الجزيرة العربية بجوار اليمن، أغلقت مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية الإسرائيلية، ولم تذكر الصحيفة من أين حصلت على المعلومات، ولم يكن لدى هيئة الطيران المدني العُمانية تعليق فوري على التقرير. ولم تفتح السعودية وعُمان مجالهما الجوي أمام شركات الطيران الإسرائيلية إلا خلال الأشهر الـ18 الماضية، ولا تعترف أي من الدولتين رسميا بإسرائيل. وفي مذكرة لبعض العملاء، اطلعت عليها بلومبرج، قالت شركة “إل عال” إنها أجرت بعض التغييرات على جداول الرحلات بسبب “الوضع الحالي في إسرائيل، وبعد التشاور مع المسؤولين الأمنيين، وهيئة المطارات الإسرائيلية”. وتوقفت معظم شركات الطيران عن الرحلات إلى إسرائيل، في وقت سابق من هذا الشهر، مما جعل الناقل الوطني الإسرائيلي أحد الروابط الجوية القليلة مع الدول الأجنبية. |