ذكريات عن تسيبي ليفني وزيرة خارجية اسرائيل
.. في ظهيرة هذا اليوم ،شاهدت على قناة سكاي نيوز عربية، مقابلة مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة ،وضابطة الموساد العتيدة تسيبي ليفني، وقد بانت عليها اثار الزمن ،بعد أن كانت تلك الفاتنة الشقراء التي لا يصمد امام اغراءها اصلب الرجال .
في عام 1980 ،كنت ضمن طاقم محطة المخابرات العراقية في باريس ،وكانت مهمتنا الشاقة هي العمل على متابعة وتحصين العلماء العراقيين ، الذين يتابعون مهماتهم العلمية والتدريبية في نطاق المفاعل النووي العراقي ،الذي تقيمه فرنسا في منطقة التويثة قرب بغداد ، واسمي مفاعل تموز ،ومواجهة مخططات الموساد في فرنسا ،والتي كان هدفها الاساسي العمل بكل السبل لمنع العراق من الحصول على السلاح النووي واستخداماته السلمية.
كان عمل محطة المخابرات العراقية، واغلب الاجهزة العربية يرتكز الى المحطات التي تتواجد في مقر السفارات ،ومحصنة بغطاء دبلوماسي مثل القنصل أو الملحق الثقافي أو الصحافي أو التجاري ،بينما سياقات العمل الجريء في الموساد، هو العمل من خلف الساتر والواجهات مثل الشركات أو مكاتب السفر والسياحة والمطاعم الخ وهي تستقوي خصوصا في اوربا ،بعلاقات الموساد مع الاجهزة الامنية الاوربية ضمن اتفاقيات تنسيق وتعاون ، اضافة الى نفوذهم الكبير في مؤسسات الاعلام وصناع القرار والبرلمانات ورجال الاعمال .
ليفني افتتحت في باريس شركة نظافة وتوفير خادمات البيوت وانصب عملها على اختراق بيوت السفراء والدبلوماسيون العرب في عاصمة النور، وكانت تستعين بعدد من الخادمات المدربات من المغرب العربي ،ويتقنن الفرنسية والعربية ،وكان من ضمن اهدافها محاولة تجنيد عدد من العلماء والمبتعثين العراقيين في نطاق المفاعل النووي،
تمكنا عن طريق تجنيد احدى خادمات شركة ليفني ،من معرفة معلومات عن طاقم الشركة وليفني شخصيا ،إلا أن هذه المعلومات ضعيفة بحكم السيستم المتبع ،وقضاء اغلب وقت تلك الخادمة في البيوت ،ومع ذلك استطاعت ان تصور لنا ليفني شخصيا، وبعض من الاداريين. ومع ذلك فان ليفني الحسناء والتي تجيد التحدث بالفرنسية والانجليزية وربما لغة اخرى ،كانت مدربة بشكل ممتاز على التواصل والاختفاء .
حصيلة جهود ليفني التي شاهدتها عن قرب في صباح شتوي باريسي غائم ،في موقف عمومي للحافلات عندما توقفت سيارتها ، واطلت منها والتقطت عالما عراقيا بارزا، كانت له صلة مع المحطة ويبدو انه كان عميلا مزدوجا، وميله اكثر كان الى جاتب الموساد. كان هذا العالم من جذور فارسية ،وتمكنت ليفني من استدراجه الى الفخ والذي كان شقتها في احدى احياء باريس الراقية، واقامت معه علاقات جنسية متكررة ،بعد ان وثقتها بالصوت والصورة، وهددته بفضحه امام السلطات العراقية ان لم يستجب لطلباتها.
قبل ان يستدرج هذا العالم العراقي وهو الدكتور حسين الشهرستاني والذي له قصة طويلة حيث نسجت معه علاقة على اساس ان لديها شركة ابحاث علمية ،في اطار انتاج نظائر مشعة لعلاج السرطانات ،واغدقت عليه اموالاً طائلة على هذه الابحاث .
تمكنت من خلال الشهرستاني من تنفيذ عملية اغتيال ثلاثة علماء عراقيين وعرب، أحدهم العالم المصري يحيى المشد ،الرجل الذي خدم العــراق بصدق تم ذبحه في الفندق.. وعالم اخر جاء باريس باسم مستعار وجواز سفر غير عراقي مزور، ومع ذلك طالته يد ليفني.
كان من ضمن أهداف شركة خدمات ليفني في العاصمة الفرنسية السعي لتجنيد بعض من عناصر المقاومة الفلسطينية المقيمين او الزائرين لباريس ،اضافة الى عدد من السفراء العرب ،وفعلا نجحت في تجنيد ملحق عسكري من دولة عربية اصبح لاحقا رئيسا لتلك الدولة ل ٢٣ سنة وقدم خدمات جليلة للموساد.
كما تم تجنيد على الأقل ثلاثة احدهم في موقع بارز في السلطة الفلسطينية الحالية .
اما عن مصير العالم العراقي الشهرستاني، فقد تمكن من خداع المحطة وإعطائنا نتفاً من معلومات ،ثم تظاهر بوجود خطر عليه ،فاعيد الى العــراق ، حيث اخضع لمراقبة دقيقة ، فتم كشفه واحيل الى المحاكمة ، التي ثم حكمت عليه بالاعدام.. وعندما رفعت اوراقه الى الرئيس الراحل صدام حسين رحمه آلله ، خفف الإعدام الى المؤبد بعد التماس قدمه زملاءه العلماء الى الرئيس ، وفي عام ٩١ وتخلخل مؤسسات الدولة العراقية عقب القصف الجوي الشديد على بغداد في حرب الكويت، تمكن الشهرستاني من الهرب من سجن ابو غريب بمساعدة من طرف ما وتم تهريبه الى شمال العــراق ومنه الى ايران ثم تركيا ثم إسرائيل وليعود بعد احتلال العــراق ليتولى منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الكهرباء والنفط والتعليم العالي..
.ذكريات ضابط الاستخبارات عنها
———————-__________
اتذكر كم ضغطت عليه من اجل ان يغري ليفني للقاء في حنوب فرنسا ,في شقة زرعناها باجهزة تصوير وتسجيل ,ولكن ليفني الغت الموعد قبل ساعات متذرعة بانها مضطرة للسفر الى تل ابيب ,بحجة وفاة قريب لها .
كان الشهرستاني الذي يقضي اغلب أوقاته في مخدع ليفني الباريسي ,قد اعاد زوجه الى بغداد ،وذكر لي عبارة ترددها له ليفني يا شهرستاني امامك طريقين :
استمتاع بالجنس؟
أم انتهاء بالقتل؟
وطبعا هو اختار الاولى .
ليفني قالت في مقابلة صحفية مع نييورك تايمز قبل سنوات :اذا كان ممارسة الجنس يحقق هدفاً لإسرائيل لا امانع في ذلك …
د. ف . ص
سفير عراقي سابق …
الشراع
——————————————-