كلام لن يعجب الطائفيين من اهل السنّة ولن يرضي الطائفيين من اهل الشيعة…
في سنة 2010,حزمنا امتعتنا و حملنا صناديق الادوية الى اهلنا في قطاع غزة المحاصر.
مضينا بعد.اسابيع قليلة من انزال العدو الاصيل لجنوده على سفينة مرمرة التركية.
عند مطار القاهرة،اقترب منّا شاب مصري ثلاثيني بثياب مدنية وسألنا الى اين الشباب ؟
اخبرناه بثقة الى غزة.
ابتسم وقال لنا وسط مرافقيه :
-انتم اللبنانيون”حاجة تانية خالص”.
اقتربت منه بعدما عرفت بالحدس انه من الامن السري واجبته :
–“إحنا غلابه يا بيه” انما نريد ايصال البضاعة لاخواننا الفلسطينيين.
ابتسم وقال لي همساً :
-“يا افندم هات واحدة من الكراتين عايزين نفتشها”
احضرت له اسهلها فتحا واغلاقا.
نظر،لمس،تمنى لنا السلامة ومضينا نقطع صحراء سيناء لاكثر من ست ساعات ، الى ان وصلنا معبر رفح.
كان الاطباء الاردنيون والمصريون ينتظرون دورهم منذ اسبوعين،ضحكوا عندما اخبرناهم ان تأشيرة دخولنا وخروجنا لا تتعدى الاسبوعين،الا ان الدهشة تملكتهم عندما نودي لنا لنعبر المعبر فوراً.
كنا ثلة من الاطباء لا يتعدى عددنا السته.
عند.وصولنا الى مستشفى الشفاء ارتفع أذان العصر فنادونا …. لنصلي معهم.
لا احد منّا يمارس الصلاة ،اخبرناهم.اننا ان شاء الله سننوي الصلاة قريبا.
بعد يومين وهنا مغزى الكلام،قررنا زيارة احد معارفنا القدامى في زمن الدراسة في احدى الدول الاشتراكية بعدما عرف بقدومنا والح علينا زيارته في مخيم جباليا.
سمحوا لنا ان تنقلنا سيارة الاسعاف الى بيت صاحبنا، اذ كانت السيارات اىمدنية عادة ما تتعرض للقصف او للقنص عند اي شبهة امنية.
بعد تناول الطعام وشرب الشاي ،وبعد استمتاع والد صاحبنا الثمانيني بحديثنا وبمهّمتنا وبلهجتنا اللبنانية، الح علينا البقاء الليلة في المنزل ليخدمنا برموش عينيه.
لم يسمح لنا المعنيون بذلك اذ علينا زيارة الاخ اسماعيل هنية صباحا .
ونحن نغادر المنزل، وبينما نحن نقبّل صاحبنا في لحظة وداع مؤثرة، بعد فراق كفاح لاكثر من عشرين عاما نده صاحبنا والده وسأله:
—-ماذا تقول بالشباب يا “بوي”.
—-والله وردات .
—بتعرف يا بوي انو الشباب كلهم من “الشيعة”.
هنا جحظت عينا الوالد غاضبا ،موجها كلامه لصاحبنا وصاح:
—-عيب نحكي هيك عن رفقاتك عيب…
ودخل غرفته منزعجا من ابنه.
قال صاحبنا لنا مبتسما:
—ابوي مفكرها مسبّة وانفجرنا بالضحك، مترحمين على المنظومة الاشتراكية وعلى الاتحادالسوفياتي.
ضحكنا جميعا وتعاهدنا ان نعود لنلتقي ف”الدم ما بصير مي يا خوي”.
في مطار بيروت ،ما ان شاهدت المفتش الاول ختم السلطة الفلسطينية-رفح-حتى صاحت بي تسألني متى دخلت “اسرائيل”ثم نادت زملاءها الذين رافقوني شخصيا الى التحقيق .
استمتعت بالتحقيق .
غصبا عن كل الطائفيين المضطربين.
المجد لخونة طوائفهم.
هل تغضب؟
اغضب!
#ابو_ليلى_المهلهل
#محمود_درويش
#سميح_القاسم
#ابراهيم_طوقان
#موطني_موطني.
الشراع