لدى المقارنة بين الأشهر التسعة الأولى من العامين 2022 و 2023 من كانون الثاني إلى شهر أيلول, نرى بأن نسبة إرتفاع حالات الإنتحار في لبنان إرتفعت وبشكل صادم, إذ وصلت إلى 26.7% بحسب إحصائيات الدّوليّة للمعلومات.
فكيف تطورّت هذه الأرقام؟ وما هي الأسباب التي أدّت إلى تنامي هذه الظاهرة؟! وماذا عن الحلول الممكنة للحدّ منها؟!
وأضاف, “خلال شهر أيار فسُجل 15 حالة إنتحار, وخلال شهر حزيران 14 حالة, وفي شهر تموز سجّل 18 حالة إنتحار, وفي شهر آب 16 حالة, أما في شهر أيلول وصلت حالات الإنتحار إلى 15 حالة, الأمر الذي رفع عدد حالات الإنتحار في لبنان خلال الأشهر التسعة الأولى إلى 128 حالة إنتحار, بعدما سجل العام الماضي في الوقت نفسه 101 حالة”. واعتبر شمس الدين, أن “السبب وراء إرتفاع نسبة الإنتحار في لبنان, يعود للأزمات المتتالية التي يمر بها لبنان, خصوصاً أنه في بداية الأزمة كان هناك قدرة على الصمود والمتابعة وعدم الدخول باليأس, اليوم مع استمرار الأزمة, أصبح الإنتحار باب الهروب من هذا الوقع المرير”. وما يجب التنويه إليه, أن هناك حوادث انتحار لم يتمّ إبلاغ القوى الأمنيّة عنها، وبالتّالي قد تكون الأعداد الفعليّة أكبر من الأعداد المذكورة في الإحصاء الرسمي. بدورها, أكّدت الخبيرة النفسية والاجتماعية لانا قصقص إلى أن “تدهور الحالة النفسية بين الأشخاص نتيجة الضغوطات الناجمة عن الأزمات والصدمات، إلى جانب غياب الخدمات الصحية النفسية، يعد من أهم الأسباب وراء انتشار ظاهرة الانتحار”. وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”، قالت قصقص: “وسائل الإعلام تلعبت دورًا خاطئًا اليوم من خلال تسليط الضوء على هذه الظاهرة بطريقة سلبية، حيث ركزت على ما يُعرف أو يسمّى بالعدوى الاجتماعية, ورأت أن هذا التركيز السلبي يمكن أن يعزز فكرة الإنتحار لدى أولئك الذين قد يكونون عرضة لها”. وشدّدت على أن “تسليط الضوء على موضوع الإنتحار بهذه الطريقة من قبل وسائل الإعلام يمكن أن يُفهم على أنه تبرير للهروب من الظروف الصعبة عبر الانتحار، بدلاً من تقديم الحلول والدعم لأولئك الذين يعانون من الأفكار الانتحارية. وفيما يتعلّق بالحلول الممكنة، أوضحت قصقص أنه “يجب على الأشخاص البحث عن المساعدة الفعلية وتلقّي الدعم العاطفي والنفسي والاجتماعي من الأشخاص المحيطين بهم”. وأشارت في الختام, إلى “أهمية مراجعة الأطباء والمعالجين النفسيين، في حالة الضرورة، لتناول العلاجات المناسبة، حيث أن الاكتئاب يمكن علاجه عبر العلاج النفسي أو استخدام الأدوية الملائمة”. |