في والشوارع والجامعات وأماكن العمل، وحتى داخل مبنى الكابيتول والبيت الأبيض، يبرز انقسام حاد في الآراء حول الحرب بين إسرائيل وحماس، والفجوة آخذة في الاتساع بحسب موقع “أكسيوس” الأميركي.
ويقول الأستاذ في كلية الخدمة الدولية بالجامعة الأميركية جاي زيف: “معظم قضايا السياسة الخارجية لا تولد هذا النوع من المشاعر القوية في الولايات المتحدة، لقد كان هناك دائما اهتمام كبير بهذه القضية”، يقصد الحرب بين إسرائيل وحماس”.
ويرجع ذلك بحسب زيف جزئيا إلى الروابط القوية بين المجتمعات اليهودية والمسيحية في الولايات المتحدة، فضلا عن التحالف التاريخي بين أميركا وإسرائيل.
ويشير أيضا إلى أن “هناك حضورا إعلاميا أكبر في إسرائيل مقارنة بالمناطق الساخنة الأخرى حول العالم، علاوة على ذلك فإن منصات التواصل الاجتماعي تحفز المناقشات الساخنة والاستفزازات حول القضية”.
وتقول رابطة مكافحة التشهير في الولايات المتحدة، إنها سجلت 213 حادثة “معادية للسامية” بين 7 و23 تشرين الأول، مقارنة بـ64 خلال نفس الفترة من العام الماضي.
كما يؤكد مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية أنه تلقى 774 شكوى بشأن حوادث “معادية للإسلام”، في الفترة من 7 إلى 24 تشرين الأول.
وبحسب “أكسيوس”، واجه عدد من الشخصيات البارزة ردود فعل سلبية، أو حتى فقدوا وظائفهم بعد التعبير عن وجهات نظر مؤيدة للفلسطينيين.
وأثارت رئيسة تحرير مجلة “هاربر بازار” سميرة نصر، انتقادات حادة بعد أن أعربت عن قلقها بشأن الفلسطينيين في غزة عندما قطعت إسرائيل إمدادات المياه في البداية، وأصدرت اعتذارا علنيا بعد ذلك، حسبما ذكرت صحيفة “غارديان” البريطانية.
فيما تم فصل مايكل آيسن، رئيس التحرير اليهودي للمجلة العلمية “إي لايف” من منصبه، بعد إعادة تغريد مقال ساخر من موقع صحيفة “ذي أونيون” الساخرة، قال إنه “يدعو إلى اللامبالاة بحياة المدنيين الفلسطينيين”.
ووقع ما يقرب من 60 من الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ رسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن صدرت ليلة الجمعة، يحثونه فيها على الضغط على الحكومة الإسرائيلية لبذل المزيد من الجهود للحد من الخسائر في صفوف المدنيين.
وفي الشارع، تحولت الاحتجاجات والاحتجاجات المضادة إلى “مباريات”، كما كتبت أماني جمال العميد الفلسطيني لكلية السياسة العامة في جامعة برينستون، وكيرين يارهي ميلو العميد الإسرائيلي لنظيرتها في جامعة كولومبيا، في مقال افتتاحي بصحيفة “نيويورك تايمز”.
وأوضحا أن “أي من الجانبين لم يستمع للآخر”.
وواصل الرئيس الأميركي جو بايدن دعمه لإسرائيل، لكنه دعا أيضا إلى تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة.
وبحسب “أكسيوس”، سيستمر الرأي العام في أميركا بالتحول وقد تستمر الانقسامات في النمو مع تطور الحرب.