أكّد الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي, أن “قمّة الرياض ستكون تاريخية وتذكّر بقمّة 1976 عندما إندلعت الحرب الأهلية بلبنان وسعت يومها السعودية لمنع الحرب الأهلية, ولكنّها إستمرّت إلى حين إنعقاد الطائف”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, كشف العريضي, عن “معطيات ومعلومات تشي بأن قمّة الرياض لن تقتصر على حرب غزة, بل سيكون هناك موقف واضح من أجل عدم إمتدادها إلى الساحة اللبنانية, وأي عاصمة عربية, وعدم تدخّل أي طرف إقليمي بالشأن العربي, بحيث القضية الفلسطينية في وجدان العرب ولا سيّما السعودية, حيث كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أوّل من تحرّك ورفض إبادة الفلسطينيين”.
وأشار إلى أن “هناك صولات وجولات في هذه المرحلة, ولكن لبنان سيبقى في عين العاصفة, حيث نقل أحد العائدين من عاصمة أوروبية, معلومات خطيرة جداً, تؤكّد بأن لبنان لن ينجو من هذه الحرب, خصوصاً في ظل وضعه الحالي, وتفلّت الأمور على الجبة الجنوبية التي قد تؤدي إلى ما لا يحمد عُقباه وإن كانت كل المعطيات الراهنة, تشي بأن الحرب حتى الآن ضمن قواعد الإشتباك بين العدو الإسرائيلي وحزب الله”.
وأضاف, “الكنسية تحرّكت بفاعلية من بكركي إلى الفاتيكان, وعظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي, ستليها عظات أكثر حزماً من أجل عدم إنهاء المارونية السياسية, لا سيّما أن البعض بات يردّد بأن الرئيس السابق ميشال عون آخر رؤساء الموارنة, ناهيك إلى رفض شريحة مارونية التمديد لقائد الجيش جوزاف عون”.
وتابع, “ثمّة حراك بدأ يظهر تحت الطاولة وفوقها من أجل تمرير الإستحقاق الرئاسي, وهذا الأمر بحث بين رئيس التيار الوطني الحر, النائب جبران باسيل, والراعي, وتمّ عرضه أيضاً من قل سفراء أوروبيين, وعلى أعلى المستويات, أي ان يكون هناك رئيس للجمهورية قبل نهاية العام, لتجنيب لبنان الويلات, وأيضاً كي لا يخسر الموارنة رئاسية الجمهورية بفعل خلافاتهم”.
وأشارإلى ان “الأسماء لا زالت هي عينها, وخصوصاً قائد الجيش الذي يواجه رفضاً للتمديد من قبل ئيس مجلس النواب نبيه بري, والنائب جبران باسيل, وكذلك من حزب الله, في وقت أن أسهم مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري, تتفاعل يوماً يعد يوم, مدعومة من أطراف داخلية لحسن إدارته الأمن العام, وكونه يرضي جميع الأطراف, في مقابل أن اسمي الراعي والنائب غسان سكاف, الدكتور حبيب الزغبي والوزير السابق زياد بارود أيضاً في الواجهة”.
ومن هذا النطلق, قال العريضي: “لبنان وسط سباقٍ ديبلوماسي وسياسي وعسكري محموم, فإما ينجو من معركة طاحنة على الحدود الجنوبية, قد تؤدي إلى اجتياحات متبادلة وفق ما يريده الأميركيين لتجربة سلاحهم النوعي على الحدود الشمالية لتنفيذ رغبة إسرائيل, وفي ظل إتصالات ديبلوماسية عالية المستوى, في وقت أن بعض الأطراف اللبنانية لا زالت تزايد حول الموضوع الفلسطيني, في وقت أن هناك معطيات تؤكّد أن أكثر من 15 ألف لبناني هاجروا خلال الأسبوعين المنصرمين والحبل على الجرار”.
وخلص العريضي, بالقول: “حذاري مما يحاك للبنان, ثمّة سايس بيكو جديد, وتغيير وجه المنطقة عن بكرة أبيها, فإما أن يكون هناك قادة ورجال دولة, وإلا على الدنيا السلام”.