مما لا شك فيه، أن الأزمة المالية والإقتصادية التي عصفت في البلاد أصابت بالصميم مختلف قطاعات الأعمال خصوصاً تجارة التجزئة لا سيما الألبسة والكماليات ومن ضمنها السلع والمنتجات المتعلقة بالرياضة حيث تلقت ضربة قاسية متأثرة بالدرجة الأولى بالأزمة المالية وبجائحة كورونا ما أدى بطبيعة الحال إلى تراجع كبير في الطلب وبالمبيعات.
لكن على الرغم من تمكن القطاع من إستعادة بعضاً من عافيته بحسب رئيس مجلس ادارة “Mike Sport” سمير صليبا في حديث لموقعنا Leb فقد أصيب بنكسة قوية بعدما سجلت مبيعاته إنكماشاً كبيراً في مختلف المناطق اللبنانية نتيجة الأحداث الدائرة في جنوب لبنان وحرب غزة.
ويشرح صليبا قائلاً أن “القطاع التجاري المتخصص ببيع المنتجات الرياضية تكبّد خسائر كارثية خلال سنوات الأزمة الأربعة التي شهدها لبنان، حيث خسرت المؤسسات نحو 70% من حجم أعمالها وهبطت قيمة المبيعات بشكل كبير، ما إضطرها إلى إقفال عدداً من فروعها”.
وإذ كشف صليبا أن “مؤسسة Mike Sport تأثرت كغيرها من المؤسسات حيث وصل عدد فروعها المقفلة خلال الأزمة إلى عشرة”، شدد على أن “المؤسسات إحتاجت لسنوات لبدء التعافي، فالأمر في السنوات الماضية لم يقتصر على أزمة لبنان النقدية والمالية بل كان كابوس جائحة كورونا وإجراءات الحجر مسيطراً على الأسواق”.
وإعتبر صليبا إلى أنه “على الرغم من الإيجابيات الكبيرة التي حملها موسم السياحة في صيف 2023 والأجواء التفاؤلية التي عمّت البلد، فقد أظهرت الأرقام أن المؤسسات لم تستعد عافيتها بشكل كامل حيث لم تبلغ أعمالها المستويات نفسها المحققة في عامي 2018 و2019، بل يمكن القول أنها إستطاعت إستعادة 70% من حجم أعمال ما قبل الأزمة، وهذا بإعتقادي عودة سريعة للنشاط الإقتصادي في لبنان”.
وأكد صليبا أن “ظاهرة الهجرة التي شهدها لبنان أثّرت على واقع المؤسسات، خصوصاً أن معظم الذين وجدوا سبيلاً للخروج من البلد إبان الأزمة كانوا يتمتعون بواقع مادي جيد نوعاً ما، وهذا ما أدى إلى خسارة السوق لهم ما انعكس سلباً على الإقتصاد الوطني وقطاع التجزئة بشكل خاص”.
وفي رد على سؤال حول تأثّر أعمال القطاع بحرب غزة والمواجهات في جنوب لبنان، أشار صليبا إلى أن “واقع الإقتصاد اللبناني هش ويتأثر بمختلف الأزمات التي تمر ليس فقط على صعيد لبنان والمناطق المجاورة، إنما أيضاً في المناطق البعيدة”.
ووفقاً لصليبا “هناك مناطق كانت أكثر تأثراً بالأوضاع المستجدة من مناطق أخرى، ففي حين يعتبر تأثُر منطقة صور في جنوب لبنان بالأحداث أمراً طبيعياً، كان مستغرباً تأثر مناطق أخرى كمستيتا وجبيل بشكل كبير جداً. علماً أن هناك بعض المناطق حافظت على حركة طبيعية”.
وشدد صليبا على أن “القطاع يعمل اليوم دون وجود سيولة نقدية بسبب إحتجاز الودائع في المصارف وهذا أمر في غاية الصعوبة إذ لا يوجد أي إقتصاد في العالم يعمل في ظل غياب القطاع المصرفي، كما أن أي أزمة قد نقع بها في لبنان أو أي حرب قد تُفرض علينا ستكون تداعياتها كارثية على القطاع الخاص. ففي عام 2006 وخلال أزمات سابقة مرّت على لبنان، كانت الودائع موجودة وحتى القروض متوفرة، أما اليوم فالوضع مختلف تماماً”.
وشدد صليبا على “ضرورة وقوف الدولة إلى جانب القطاع الخاص ودعمه وتعزيز صموده، فبقاء البلد واقفاً على رجليه رغم الأزمة المالية التاريخية التي يشهدها هو بفضل القطاع الخاص”.
Leb Economy