ترجمت الأفعال السعودية،الوقفات الصادقة تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته المحقة في إمتداد حقيقي لدور المملكة العربية السعودية التاريخي المعهود بالوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق في مختلف الأزمات والمحن.
لكن ورغم ذلك، يعمد البعض ولغايات في نفس يعقوب، إطلاق السهام السامة بحملات التخوين والانتقاد والشعارات الشعوبية عبر أصحاب الأقلام الصفراء وبعض المغرضين عمومًا على السعودية وعلى هيئة الترفية السعودية وذلك من بوابة المطالبة بإلغاء فعاليات موسم الرياض 2023. بعيداً من الشعارات الزائفة والمُزايدات الرخيصة، تُعد المملكة العربية السعودية أكبر داعم تاريخي للقضية الفلسطينية عربياً وعالمياً بإجمالي مساعدات ومعونات مالية بلغت 5 مليارات دولار في العقود الثلاثة الماضية والسعودية هي أكبر داعم تاريخي للقضية الفلسطينية عربياً وعالمياً.
وعلى مدارعقود، ساهمت وقفات السعودية التاريخية لنصرة الحق العربي والفلسطيني في رفع المعاناة وتضميد الجراح وإعمار الأرض وتعزيز صمود الأشقاء العرب في جميع الأزمات والمحن التي مرّوا بها خلال كامل المُنعطفات والتحديات الماضية والحالية، انطلاقاً من أسس واضحة ومعيار يتمثل في الشرعية الدولية التي اكتسبتها القضية الفلسطينية .
حقائق يجب أن لا نتجاهلها
ولمن يطالب بإلغاء موسم الرياض 2023 الذي يتم التحضير والتنسيق له قبل عام، هل يعلم ما سيترتب على هذه الخطوة من إجراءات قانونية على هيئة الترفيه السعودية والمؤسسات الحكومية السعودية الشريكة والمتعاونة مع هيئة الترفيه الذين سيدخلون في نزاعات مالية وقضائية وحقوقية وإعلامية معقدة مع مئات الشخصيات الرياضية والفنية والثقافية وشركات محلية ودولية ومنهم شركات التنظيم والتسويق والانتاج والاعلان وشركات التأمين وأصحاب الشركات والمؤسسات التجارية والاستثمارية والمالية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وشركات تأجير السيارات وشركات الطيران والفنادق وغيرها، بالاضافة الى خسائر مالية فادحة سيتكبدها الجميع وستحل كارثة اقتصادية على الآلف من الموظفين والعاملين وجمعيهم ينتظرون للعمل في موسم الرياض 2023 بمن فيهم أصحاب المبادرات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة المحلية، بعدما بات موسم الرياض مصدر رزق لعديد من الكوادر المحلية الوطنية كما أصبح موسم الرياض محورا حيويا اقتصاديا للسعودية والمنطقة .
وطبقاً لإحصائيات هيئة الترفيه السعودية،عن مشاركة أكثر من 1255 شركة في موسم الرياض، وفرت أكثر من 150 الف وظيفة مباشرة وغير مباشرة. ويعد موسم الرياض أبرز الوجهات الترفيهية في السعودية ، وتقام فعالياته على مساحة تصل إلى 5.4 مليون متر مربع.
حملة شعبية سعودية لإغاثة الفلسطينينين في غزة
دشّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، الحملة الشعبية التي وجّها بإطلاقها عبر منصة “ساهم” لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بتبرعهما السخي بمبلغ 50 مليون ريال، في بادرة تعد امتداداً لمواقف السعودية الثابتة منذ ثمانية عقود لدعم القضية الفلسطينية المركزية مالياً وسياسياً وإنسانياً.
وتُجسد هذه اللفتة التزام قيادة المملكة العربية السعودية التاريخي والراسخ نحو الشعب الفلسطيني وقضيته، وتعكس اهتمامها البالغ بالوضع الإنساني ورفع المُعاناة عن المدنيين، وبذل كل ما من شأنه تخفيف التداعيات المأساوية التي يُعانيها سكّان غزة، كما تُعظّم القدوة الحسنة في العمل الخيري والعطاء الإنساني، وتحفّز تكاتف القطاعات الداعمة وكبار المانحين وجميع أفراد المجتمع تجاه الحملة التي تلقّت نحو 282 مليون ريال خلال سبع ساعات فقط على إطلاقها.
تأتي الحملة في وقت بالغ الأهمية مع بدء إدخال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، وتواصل من خلالها السعودية جهودها الحثيثة لتجنيب الشعب الفلسطيني ويلات الصراع، والتخفيف من وطأة المُعاناة الإنسانية التي سببتها آلة الحرب، في ظل ما يُعانيه من تدهور للأوضاع المعيشية والانهيار التام للخدمات.
حراك دبلوماسي سعودي لانتزاع الحقوق المشروعة
ومنذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر تشرين الأول الماضي، برزت أوضاع قطاع غزة في طليعة الملفات التي ناقشها المسؤولون السعوديون خلال اجتماعاتهم ومشاوراتهم السياسية مع نظرائهم حول العالم، لحشد تأييد إقليمي ودولي لوقف التصعيد الجاري في قطاع غزة، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات إليهم، وعدم تهجيرهم الى سيناء المصرية .
وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في اتصالات ومشاورات بعدد قادة العالم وقوف بلاده إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة في حياة كريمة، وتحقيق آماله وطموحاته، والسلام العادل والدائم واقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .
الدور السعودي لاجل غزة
وفي السياق، يقول الصحفي اللبناني طوني بولس لـ”جسور” إن السعودية تبذل جهوداً حثيثة في التواصل الإقليمي والدولي، بهدف التنسيق المشترك لوقف العدوان على قطاع غزة، وفتح ممرات إنسانية وعدم استهداف المدنيين بأي شكل وإزهاق أرواح الأبرياء، والتأكيد ضرورة مراعاة مبادئ القانون الدولي الإنساني، وضرورة وقف الهجوم على قطاع غزة .
وأضاف بولس: سارعت السعودية بعقد قمة تاريخية هي الأولى بين مجلس التعاون الخليجي ورابطة الآسيان، واجتمع قادة وزعماء 16 دولة خليجية وآسيوية في الرياض، ذلك على وقع إستمرار الحرب على قطاع غزة وفي افتتاح أعمال القمة، برئاسة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان أكد الرفض القاطع لاستهداف المدنيين في غزة بأي شكل وتحت أي ذريعة، مشدداً على أهمية الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، ووقف العمليات العسكرية في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين الأبرياء، وتهيئة الظروف لعودة الاستقرار وتحقيق السلام الدائم الذي يكفل الوصول إلى حل عادل لإقامة دولة فلسطينية وفق حدود 1967 بما يحقق الأمن والازدهار للجميع. وايضا عقدت منظمة التعاون الاسلامي،اجتماعا خصص لوقف العدوان على قطاع غزة وحماية المدنيين .
وأشار بولس الى أن جهود ولي العهد السعودي تتزامن والحراك الدبلوماسي من الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، واخرها بحث ، الجمعة، مع نظيره الصيني وانغ يي، تطورات الأوضاع في غزة ومحيطها، في ظل استمرار التصعيد العسكري وتضرر المدنيين العزل.
وايضأ في وقت سابق قام وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز ، بزيارة رسمية الى الولايات المتحدة الأمريكية واجتمع مع المسؤولين لتهدئة الاوضاع في المنطقة ووقف التصعيد والاعتداءات على قطاع غزة .
موسم الرياض
وختم الصحفي طوني بولس:هناك من يحاول الاصطياد بالماء العكر، ويقول ان السعودية لم تلغِ موسم الرياض، اولأ لا يجب على احد التدخل في شؤون الدول، ومنها السعودية .ثانيأ هيئة الترفية السعودية ملتزمة بعقود واي خلل منها سيترتب عليها نزاع قانوني معقد جدأ، فلا داعي الآن لإطلاق السهام السامة على السعودية من خلال موسم الرياض وهيئة الترفية، ويجب التذكير ان موسم الرياض هو نهضة اقتصادية حيوية للمملكة وللمنطقة ولا احد يزايد على السعودية وموقفها تجاه القضية الفلسطينية ومساعي السعودي لوقف العدوان على قطاع غزة .