من سيحكم غزة عباس، دحلان، ام القسام؟
ربما يكون من المبكر الحديث عمن سيحكم غزة بعد انتهاء العدوان الصهيوني على القطاع ،ويرجو العرب وكل انصار الحرية في العالم ،أن يهزم العدوان الصهيوني على قطاع غزة ،وأن يعود القطاع ليحكمه اهله ولكن من هم اهل القطاع؟
انهم اهل غزة كلهم وهم فلسطينيون ، في الداخل وفي الخارج وتحديدا الان في المناطق المحررة ، أو التي تشمل كل الفلسطينين المقيمين في الكيان الصهيوني، سواء من هم تحت سيطرة حماس في غزة او تحت سيطرة السلطة الفلسطينية في ضفا الغربية أو داخل الاراضي الفلسطينية المحتل عام (1948) الفلسطينيون يريدون أن يحكموا أرضهم وهذا من حقهم ،ولكن هناك تنافسن أن لم نقل نزاعات بين قوة عديدة :فلسطينية وعربية وأيضا دولية ، حول من سيحكم قطاع غزة محررا والطموح الشرعي أن يحكمها أهلها..
لكن التنافس سيظل قائماً بين القوى التالية:
…حركة حماس عبر كتائب عز الدين القسام ، وهذا ما لا يريده العدو الصهيوني ومعه الولايات المتحدة الاميركية ، وتقريباً كل دول الاتحاد الاوروبي
لكن ابرز داعمي حماس هي تحديدآ دولة قطر ، التي تحضن الحركة منذ سنوات طويلة ، والتي ترعاها سياسيآ واعلاميآ وماليآ وعسكريآ ، وهي تحضن تقريبأ كل الاجنحة المختلفة في حماس.
ثانيآ دولة الأمارات العربية المتحدة عبر أحد القيادات الفلسطينية الفتحاوية المقيمة عندها وهو محمد دحلان وهو يعمل مستشاراً أمنياً عند رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد.. ومحمد الدحلان يتمتع بحضور شعبي وأمني لا بأس به داخل قطاع غزة، ومن معه كلهم من انصار حركة فتح ، وهو بعد خلافه مع الرئيس محمود عباس وطرده من اللجنة المركزية للحركة الام ، ما زال عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني، وله حضور امني وتنظيمي عبر ما اطلق عليه اسم التيار الاصلاحي في حركة فتح ، وينشط اعلامياً داخل غزة ومصر وغيرهما في مجال المنصات الاعلامية والمواقع الالكترونية ، التي تنقل وجهة نظره وتعبر عن مساره السياسي المتبني لمواقف دولة الامارات.
محمد دحلان يقيم علاقات جيدة جدا مع مصر، أيضا ومع اطراف دولية عديدة على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
الجهة الثالثة هي السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس صحيح أن عباس بلغ من العمر عتياً، وحركة فتح أصبحت حركة هرمة ،وشاخت كثيرا ربما عادت أصبحت العجز بسبب عجز محمود عباس نفسه ،وعدم قدرته على الحركة ،وضبط المسائل التي تواجه القضية والسلطة وفتح نفسها ، وهو مصمم على حصرها كلها بين يديه، وابعاد كثيرين وحصول أنشقاقات عديدة داخل الحركة، بين من جلس في بيته، وبين من يطمح لخلافته، وبين من هو مستمر في العمل في انتظار ما سيحصل بعد محمود عباس.
هذه القوى ثلاث حماس دحلان و محمود عباس… ربما تتنافس على حكم القطاع ، بعد طرد قوات الاحتال الصهيوني أو بعد طرد الاحتلال الصهيوني.
محمود عباس يحظى بتأييد شرعي من منظمة التحرير تحرير الفلسطينية التي تسيطر عليها حركة فتح أو تملك هي الأغلبية وأيضا يحظى بتأييد المنظومة العربية كلها تقريبآ والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي باعتباره صاحب السلطة الشرعية و انه هو متمسك بالمواثيق التي وقعها مع العدو الصهيوني منذ أتفاقية أوسلو (1993)ومستمر في الموقف “المميز ” المختلف مع حماس في موضوع طوفان الاقصى يعني حتى ليصل قول محمود عباس أن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني، فهذا يعني أنه هو من يمثل الشعب الفلسطيني
ومن المعروف أن هناك مفاوضات كثيرا حصلت بين حماس وبين منظمة التحرير تحديدآ مع حركة فتح لكي تشارك حركة حماس في منظمة التحرير لكن حركة حماس تقدمت بما يعتبر تعجيزآ للسلطة الفلسطينية ، أي أنها تريد أن يكون لها حصة تساوي حصة حركة فتح في اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية ، اذا حصلت على هذا الحصة (9) أعضاء مثل هي فتح فأنها تستطيع استقطاب منظمات صغيرة، ليصبح لها الأغلبية..
وتصبح هي التي تدير منظمة التحرير الفلسطينية وهي التي تمثل شرعيآ الشعب الفلسطيني، وهذا ما لا تريده حركة فتح او محمود عباس او السلطة الفلسطينية لكنها لا تستطيع أن تستمر في هذه الحالة دون أن تعتبر أن هناك حركة وتحركآ شعبيآ فلسطينيآ بات طاغيأ ، و بات يمثل حقيقة جديدة في الوضعية الفلسطينية بعد طوفان الاقصى..
و هناك أعتقاد بأن طوفان الاقصى، أعطي شعبية كبيرة لحركة حماس في كل البلاد العربية بين الفلسطينين أيضا وهذا تحدي شديد لمحمود عباس لأن لا يعمل شيئاً وهو ايضاً تحدياً شديداً لمحمد دحلان ، ولأي طرف ثالث ليس مع حماس ..وأن كان هناك من يعتقد أن هناك تواصلًا بشكل أو بأخر بين محمد دحلان وبين القائد الحمساوي العسكري محمد ضيف ورئيس حماس الفعلي في الداخل يحيى سنوار .
واخيراً واولاً
ربما يكون من المبكر فتح ملف من يحكم غزة الآن، لكن حسم هذا الامر منذ الآن ربما يحدد مسار القطاع منذ الآن … بل هو ربما يوقف الدمار واراقة دماء الابرياء الفلسطينيين …
اذا استقر على تسمية من سيحكم القطاع منذ الآن
أحمد خالد
الشراع