أكثر من سبعة عقود وغزة الصمود تواجه مخططات الصهاينة اليهود/ الشيخ حسن حماده العاملي

أكثر من سبعة عقود وما يزال الكيان الغاصب يتّبع سياسة التهجير القسري الممنهج ضد الفلسطينيين عموماً وأهل غزة خصوصاً وتحديداً في الآونة الأخيرة.
ويًعرّف القانون الدولي التهجير القسري بأنه إخلاء غير قانوني لمجموعة من الأفراد والسكان من الأرض التي يقيمون عليها، وهو يندرج ضمن جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية، وقد عرّفه القضاء الجنائي أيضاً بأنه جريمة ضد الإنسانية .
محاولات عديدة منذ عام 1948 “حرب فلسطين” مروراً بعام 1967 “بعد احتلال قطاع غزة” وعام 1971 حيث وضعت إسرائيل خطة سرية “كشفتها وثائق بريطانية” تقضي بتهجير آلاف الفلسطينيين من غزة إلى العريش في سيناء _ مصر، والتي تبعد قرابة 54 كيلو متر عن الحدود مع غزة. الأمر الذي عادت وطرحته دولة الإحتلال على الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، والذي رفضه بحسب تسريب صوتي له جاء فيه: “التفكير في سيناء حيكون كالآتي، إسرائيل تدفع سكان غزة إلى سيناء، وقد أخبرني نتنياهو بذلك ذات مرة وشاورلي بالخريطة على سيناء وقال لي : نعطيكم بدلها قطعة أرض، فقلت له : إنسَ الموضوع، وإلّا تبدأ حرب بيننا وبينكم، فسيناء ليست عزبة ملكي بل ملك 65 مليون مصري”.
ومع وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم عام 2013، أشارت مجلة” فورين بوليسي” إلى أن الرئيس الأسبق محمد مرسي قبل عرضًا أمريكيًّا حمله وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري خلال زيارته لمصر، يقضي بموافقة كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي على شطب الديون الخارجية لمصر مقابل توطين الفلسطينيين في سيناء.
وهو ما أكّده الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال كلمة ألقاها أمام الدورة الـ 23 للمجلس الوطني التي عُقدت في مقر الرئاسة برام الله مطلع أيار 2018، بقوله: “عندما حكم الإخوان المسلمون في عهد مرسي عُرض علينا جزء من سيناء لكننا رفضنا.. اعتبرنا هذه القضية بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية” ، مؤكدًا أن “الفلسطينيين لن يتركوا أرضهم ولن يعيشوا على أرض غيرهم”
وها هي مع حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل على الفلسطينين والتي وجدت فيها فرصةً ذهبية لتطبيق مخطّطها التعسّفي، وهو ما حذّر منه الرئيس المصري عبد الفتّاح السّيسي، الذي رفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء عارضاً عليهم نقلهم إلى النقب. واليوم عاد المتحدث باسم جيش الإحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه عبر إكس وطلب من سكان غزة “أن يتركوا بيوتهم وأرضهم وأن يلجأوا إلى جنوب وادي غزة في هذه الساعة” ، في محاولة منه لتفريغ القطاع من سكانه، مضيفاً: “أود أن أعلمكم أنه على الرغم من أن حماس تواصل المساس بالجهود الإنسانيه الجارية لمصلحتكم وتستخدمكم كدروع بشرية، إلا أن جيش الدفاع الإسرائيلي سيسمح مرة أخرى اليوم بالمرور على طريق صلاح الدين بين الساعة 10:00 صباحاً و 14:00 بعد الظهر” وختم أدرعي: “إذا كنتم تهتمون بأنفسكم وبأحبائكم فاتجهوا جنوباً وفقاً لتعليماتنا. تأكدوا من أن قادة حماس قد أصبحوا بالفعل يعتنون بالدفاع عن أنفسهم “.
وهنا تجدر الإشارة إلى ما نشره الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في حسابه على منصة إكس نهار الأربعاء الماضي حيث  قال:
” إن معركة التهجير القسري للفلسطينيين يبدو انها ستكون معركة طويلة وتحتاج الي تضامن عربي مكثف لإحباط المخططات الشريرة التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني والدول العربية”
الشيخ حسن حماده العاملي