لا احد يفاجىء مصر: مصر العربية /بقلم د عبد العزيز احمد
مايحدث الان لا يمثل اي قدر من المفاجآت بالنسبة لمصر، سبق مراراً فتح هذا الموضوع بطرق واساليب مختلفه، احياناً في صيغة اغراءات اقتصادية وفي احيان اخرى بصيغ سياسية مختلفة، اما وقد فُتح الموضوع صراحةً بهذه الصيغة “الفجّه” فكان من الطبيعي ان يستبق الرئيس عبد الفتاح السيسي كافة هذه المواقف ،لكي يقطع كافة الطرق على اي تفكير للضغط على مصر، لقبول تهجير الفلسطينيين الى سيناء ، هذا الموضوع يشكل نحراً للقضية برمتها ، ونحن ندرك ذلك جيداً ، ومن غير الوارد تحت اي ظرف ان تتنازل مصر عن ثوابتها تجاه فلسطين، اما فيما يتعلق بالمأساة الإنسانية الجارية في قطاع غزه ،فان مصر تعمل جاهدة لاحتواء تداعيات هذه الجريمة والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، وعلى رأس الأولويات وقف اطلاق النار وايصال المساعدات الإنسانية والطبية، يبقى امر هام للغاية ،وهو التصور العام لقطاع غزة بعد انتهاء الحرب، انا لا اتوقع ولا انتظر ولا اتخيل ان حركة حماس ستواصل حكم غزة بعد الحرب ، وذلك لعدة اسباب، على رأسها استحالة قبول اسرائيل والدول الغربية جمعاء لهذا الوضع، ومن جهة اخرى فان مواطني القطاع العاديين قد تضرروا اضراراً بالغة من انفراد حماس بقرار الحرب ،وتحملهم هم تداعيات هذا القرار .
الأزمة الحقيقية تكمن في صعوبة دخول السلطة الوطنية الفلسطينية الى القطاع مباشرة بعد الحرب، لا اعتقد ان السلطة ستقبل او حتى تستطيع القيام بذلك مباشرة، هذا الموضوع يحتاج للكثير من الترتيبات الامنية والسياسية والاجتماعية، خلاصة القول ان الازمة هي ازمة شعب وازمة عربية بامتياز، وقبل كل شيء هي ازمة أنسانية غير مسبوقة في التاريخ، لا يهمني الان الحكم في خلفيات الازمه ولا التفكير في نظريات المؤامره ( على الرغم من استحالة استبعادها) ، يهمني في المقام الأول حقن دماء الابرياء ،
الشراع