لايك” من عربي يلاحق واليهودي لا يحاسب إذا هدّد بالقتل / الإعلامي احمد حازم
العرب الفلسطينيون في الكيان الصهيوني، هم جزء من تركيبة المجتمع فيه ،وكل مرافق الدولة ولا سيما الصحية والاقتصادية يوجد لهم مكانة ملموسة، وقد بدا ذلك خلال حملة مواجهة كورونا. من حق الكيان ومن حق أي دولة أخرى ،ان تتخذ قانون طواريء في حالة اعلان حالة الحرب ،وهذا امر لا نجادل فيه. ولكن من حقنا أن نسأل، لماذا لا تكون دولة الاحتلال صريحة وتقول لنا ان قانون الطوارئ لا يطبق على كل المجتمع الإسرائيلي، بل على غير اليهودي؟
كيف يمكن ان يتعرض العربي للملاحقة، اذا وضع إشارة لايك على منشور ما ،بينما اليهودي الذي يهدد بقتل ممثل جمهور عربي في الكنيست (البرلمان) لا يتعرض للمساءلة؟ كيف يا أصحاب القانون ، عضو الكنيست احمد طيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، تلقى تهديدات بالقتل من اليمين المتطرف، وهي تهديدات تندرج ضمن التحريضات على المواطنين العرب. ؟
جاء في بيان أصدره الطيبي: ” العديد من التهديدات الصريحة والمباشرة بالقتل نُشرت في مواقع تواصل اجتماعي، في تصعيد دون رادع وحساب لسلطة القانون المفقودة، عندما يكون الحديث عن تهديد عربي، وسياسة كيل المكيالين عند صمت الشرطة أمام هذه التهديدات، في حين يعتقل مواطنون عرب لمجرد وضع “لايك” على منشورات اخرى” .
ليس هذا فحسب، فعلى صعيد الحرب على غزة، والتي مر عليها 33 يوما، واسفرت عن سقوط الآلاف والتدمير شبه الكلي، فإن هذا السحق لم يشف غليل الوزير عميحاي إلياهو، الذي ينتمي إلى حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف بزعامة إيتامار بن غفير، حيث طالب في حديث لإذاعة “كول باراما” االعبرية، “بإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزّة وألا يبقى على وجه الأرض، وعلى إسرائيل إعادة إقامة المستوطنات فيه.”
إلياهو لم يكن أول مسؤول صهيوني يدعو إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل في غزة. فقد سبقه عضو الكنيست السابق، موشيه فيجلين، بمثل هذا التصريح ،حيث دعا على حسابه بمنصة “إكس” إلى ضرب قطاع غزة بالسلاح النووي .وفي 11 أكتوبر الماضي، دعت عضوة الكنيست، تالي جوتليف، الجيش إلى استخدام السلاح النووي ضد غزة، ردا على هجوم حماس.
وماذا فعل نتنياهو ضدهم ؟ لا شيء. واما بشان تصريح الياهو فكان رد نتنياهو: “كلامه منفصل عن الواقع، وإسرائيل والجيش الإسرائيلي يتصرفان وفقًا لأعلى معايير القانون الدولي، لمنع إلحاق الأذى بالأشخاص غير المتورطين” وهنا يحق لنا ان نسأل نتنياهو: هل مقتل 4237 طفلا و2719 امرأة كان بسبب تورطهم في عملية السابع من أكتوبر؟ على أي حال أعلن نتنياهو عن إيقاف الياهو عن اجتماعات الحكومة حتى إشعار آخر. ومن المفترض في ظل هذا الوضع ان يتم طرده من الحكومة وليس إيقافه فقط عن اجتماعات الحكومة.
لقد تم انتقاد تصريحات إلياهو، ليس لهمجيتها بحق شعب آخر ،بل لأنها تسيء لسمعة إسرائيل دوليا. رئيس المعارضة يائير لابيد قالها صراحة: انه “تصريح صادم ومجنون من وزير غير مسؤول، وهو ألحق الأذى بعائلات المختطفين، وبالمجتمع الإسرائيلي، وبمكانتنا الدولية، على نتنياهو أن يطرده من الحكومة.”
وعقب الضجة التي أحدثتها تصريحاته، أراد اليميني المتطرف أن يخرج من هذا المأزق بقوله “تصريحاتي حول إلقاء قنبلة ذرية على قطاع غزة هي مجازية وكنت أقصد منها التعامل مع الإرعاب بعنفوان وبكل قوة”. لكنه لم يعتذر عن تصريحاته.
وأخيراً…
بكرا برجع الياهو وكأن شيئاً لم يكن. أليس الياهو من طينة نتنياهو سياسياً؟ والمثل الشعبي الفلسطيني يقول: “الجاجة ما بتتخلى عن طيـ..”
الشراع