قالَت: أَراكَ، اليَومَ، تَحكِي الخَرِيفْ، على اصفِرارٍ، وشُحٌوب طَفِيفْ
والعَينُ فِيها مِنْ ذُهُولِ الرُّؤَى غَمْرٌ، وتَذكارٌ لِماضٍ يَطِيفْ
أَلَيسَ يَكفِي ما نَرَى حَولَنا مِنْ شَجَرٍ يَبكِي بِشَجْوِ الحَفِيفْ
في وَرَقٍ غادَرَ عَهْدَ الصِّبا، فَانهارَ يَكسُو بِأَساهُ الرَّصِيفْ؟!
فَقُلتُ: يا سَيِّدَتِي لَيسَ لِي بَعْدُ سِوَى واهٍ بِصَدرٍ ضَعِيفْ
يَذكُرُ نَيسانَ وأَلوانَهُ، ومَيْعَةَ العُمْرِ الأَنِيقِ الطَّرِيفْ
فَيَزدَهِي حِينًا لِما كانَهُ، والحِينُ يَمضِي تارِكًا ما يُخِيفْ
هِيَ الرُّؤَى غَرَّارَةٌ بَعدَ أَنْ ـــــــــ عَيَّ قِوامٌ في مُعَنًّى كَفِيفْ
أَشباحُ تَغزُو رَأسَهُ لا تَنِي تَقُولُ: مَهْلًا فَرِداكَ الخَرِيفْ!