منارة العروبة في الكويت

كنا في قاعة مجلس الامة الكويتي في تموز / يوليو 1991، في اول جلسة يعقدها المجلس بعد تحرير الكويت من الاجتياح العراقي الذي كان حصل في 2/8/1990.

وقف رئيس الحكومة ولي العهد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح خطيباً ، متحدثاً عن ثلاثية الشعب والحكومة والامير والاسرة الحاكمة، ودوره في جعل امكانية التحرير حقيقة  من خلال التماسك الوطني التاريخي ، والدعم العربي وتحديداً السعودي.

ثم تحدث عن دول الضد التي ساندت الاجتياح ومنها اليمن والاردن ومنظمة التحرير الفلسطينية…

وكانت القنبلة التي فجرها في خطابه هي اعلان دعم الكويت اميراً وحكومة وشعباً للقضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس..

كنا في مقاعد الضيوف ومعنا كويتيين ، فإذا بأحد الكويتيين يصرخ:

وخرطي…

وهي كلمة تحمل السخرية من هذا الموقف الرسمي!!

لماذا؟

لأن منظمة التحرير الفلسطينية كانت من مجموعة الضد التي وقفت مع صدام حسين في الاجتياح العراقي للكويت…

وإعلان الشيخ سعد استمرار دعم القضية الفلسطينية مستهجنة عند بعض الكويتيين الذين هجروا من وطنهم ، وكانت الكويت على وشك  الضياع لولا عوامل عديدة، على رأسها الوحدة الوطنية الكويتية واحتضان المملكة العربية السعودية للاشقاء في الكويت، وفتح اراضي المملكة لقوات التحالف الدولي للبدء بتحرير الكويت من اراضيها..

هذه المقدمة الطويلة ليست من التاريخ وللتاريخ فقط…

بل هي استذكار للموقف الكويتي القومي..  ونحن نقرأ ونستمع الى كلمة مندوب الكويت التي هزت قاعة الاجتماعات الدولية في الامم المتحدة ، وقد اثارت اهتمام الحضور وهو يتحدث نيابة عن الانسانية والعروبة باسم الكويت دفاعاً عن فلسطين وشعبها وحقه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

انها الكويت ونحن لم ننس ان اسس حركة فتح الفلسطينية وضعت في الكويت اثناء استضافتها للقيادات الفلسطينية المؤسسة لهذه الحركة التي اصبحت ان المنظمات الفلسطينية.

سألنا ابو عمار عام 1994  وكنا في القاهرة:

لماذا وقفت ضد الكويت وفيها اسست حركة فتح، وهي افسحت لكم المجال واسعاً للتأسيس والانطلاق، ووفرت لك الدعم المالي لمنظمة التحرير الفلسطينية… قاطعنا بقوله: هذا خطأ ..وجل من لا يخطىء

من يتابع المواقف الكويتية من القضيةالفلسطينية، يلمس ان جوهر الامر عند الكويت اميرا وحكومة وشعباً هو العروبة وحدها

الشراع