الرياض تشهد اطلاق حل الدولتين!!
الموقف السعودي الحاسم، بالتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة ذات سيادة، الذي ابلغه ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، لادارة الرئيس الاميركي جو بايدن، سيكون هو بيت القصيد في القمة العربية التي ستعقد بعد غد السبت في الرياض في المملكة العربية السعودية..
حقوق الشعب الفلسطيني في الحد المتمثل في المبادرة العربية للسلام، التي هي اساس مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمهما الله .. مجسدة في شعار الارض مقابل السلام ، لينتج عنها حل الدولتين.
واذا كان هناك من يعتقد ان حركة حماس نفذت طوفان الاقصى لتلغي المبادرة السعودية (العربية منذ قمة بيروت 2002 ), فإن قيادات حماس اعلنت انها تقبل بحل الدولتين…
فهل هي محاولة لقطع الطريق على المسعى السعودي، لنقل الورقة من يد عربية الى يد عربية اخرى؟
او هي رسالة ود من الاخوان المسلمين نحو المملكة ، بعد فترة طويلة من الافتراق لاسباب عدة، منها التنافس العربي والاقليمي، ومنها صراع الاجنحة داخل الحركة التي باتت تشبه حركة فتح في تعدد اجنحتها تحت قيادة العبقري في ادارة التوازنات الفلسطينية الراحل ياسر عرفات….
او هي رسالة من حماس تعلن وسطيتها واعتدالها ، وبالتالي استحقاقها ان تحكم غزة تحت الشعار السياسي الذي ترفعه اليوم!!
السعودية، التي لم ولن تهتم لأي محاولة من هذا النوع ابلغت كل القوى الكبرى في العالم:
الولايات المتحدة الاميركية والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان والهند ، وكل الدول الاسلامية، اندونيسيا والباكستان وتركيا، والدول العربية مصر والمغرب والاردن… هذا الامر ليتم تشكيل قوة دعم لهذه المبادرة ، لإرغام العدو الصهيوني على الرضوخ لحل الدولتين، بعد ان كان مجرم الحرب بنيامين نتنياهو.. الغى فكرة الارض مقابل السلام ، ليحاول فرض معادلة جديدة هي:
السلام مقابل السلام!!
طوفان الاقصى وهمجية العدو في محاولة ابادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتحرك السعودي المعلن وغير المعلن، مع كل هذه القوى جعل وزير خارجية اميركا انتوني بلينكن، ورئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون، وكثير من القوى الاخرى والمؤسسات الدولية والاقليمية ، ينادون بحل الدولتين ، وهذا ما سينتج عن مقررات مؤتمر القمة العربية في الرياض ، مدعوماً من موقف دولي واقليمي واسلامي وعربي..
ماذا عن الموقف الايراني الداعي الى ازالة الكيان الصهيونى من الوجود؟
يجيب على هذا الامر مراقب عربي مطلع فيقول متسائلا:
اذا كانت حماس انفردت بقرار طوفان الاقصى ، كما يبدو ، على الرغم من علاقاتها الاستراتيجية مع حرب الله ومع ايران ، ليتم توكيد مفاجأة الحزب وايران بالامر.
واذا كانت حركة حماس اعلنت تأييدها للمبادرة العربية للسلام، التي توصل الى حل الدولتين.. فهل حصل افتراق اخواني عن الجمهورية الاسلامية في إيران؟
وهل ستشهد القضية افتراقاً اكبر بين شعار ازالة الكيان الصهيونى كما تنادي ايران، وبين قبول حماس بالتعايش معه في ظل حل الدولتين؟
على كل
هناك عقبات وعقد لا حدود لها، وهي كبيرة جداً ستواجه محاولة تطبيق مبدأ حل الدولتين ، ولا يخامر الامير الشاب الشك في انها ستكون معاول في يد مجرم الحرب بنيامين نتنياهو
لكن الجديد في الامر ان هذا الاخير لن يجد من حماس تشجيعاً لمواجهة السلطة الفلسطينية، ومحاولة القضاء عليها تحت شعار قبول السلطة بحل الدولتين .. بعد ان اقتربت حماس من موقف السلطة الوطنية المبدئي، ليصبح هناك وحدة وطنية فلسطينية تقطع الطريق من اليمين ومن اليسار ، من العدو ومن الصديق للتسلل من ثغرة يصنعها الخلاف (اللهم الا اذا وقفت طهران خلف حركة الجهاد الاسلامي الملتزم مبدأ ازالة الكيان الصهيونى، بالتوافق مع ايران وحزب الله واعلنت رفض حل الدولتين)
ما زال من المبكر الحديث عن تسوية ، لكن قمة الرياض ستقول للعالم:
آن الاوان لإنهاء مجازر الكيان الصهيونى ضد شعب محتل واعزل ومظلوم منذ 75 سنة ، وهو الشعب الوحيد في العالم الذي افقده العدو الصهيوني الامل في الحرية وفي الحياة ، وهذه الهمجية الصهيونيةُ هي المولدة الاولى للتطرف الذي يعاني منه الجميع
احمد خالد
الشراع