الولايات المتحدة تعارض “إعادة احتلال” غزة بعد حديث نتنياهو عن سيطرة “لأجل غير مسمى”
بعد الحرب، يسعى وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن ،إلى توحيد غزة مع الضفة الغربية تحت السلطة الفلسطينية، وعدم استخدام غزة كمنصة للإرعاب ، وعدم فرض حصار على القطاع أو تقليص في أراضي غزة
المصدر : طاقم تايمز أوف إسرائيل و جيكوب ماغيد
دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء إسرائيل إلى “عدم إعادة احتلال قطاع غزة ،بمجرد انتهاء حربها مع حماس”.
وجاءت تصريحاته وسط موجة من التصريحات من مسؤولين في واشنطن ،ضد مثل هذا السيناريو ،بعد أن قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستحتفظ بسيطرة أمنية شاملة “لأجل غير مسمى” على القطاع الفلسطيني ،بمجرد تدمير حماس وإزاحتها من السلطة.
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر ،عندما تسلل مسلحو حماس من غزة إلى إسرائيل، وقتلوا أكثر من 1400 إسرائيلي، واختطفوا ما لا يقل عن 240 آخرين إلى غزة.
وجاء الهجوم ، تحت غطاء إطلاق آلاف الصواريخ على التجمعات السكانية الإسرائيلية.
وردّت إسرائيل بحملة عسكرية متعهدة بالقضاء على حركة حماس الحاكمة لغزة منذ عام 2007.
في حديثه للصحافيين ، بعد أن أجرى وزراء خارجية مجموعة السبع محادثات في اليابان، سرد بلينكن ما قال إنه ضروري لتحقيق “سلام وأمن دائمين”.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة ترى أن العناصر الرئيسية يجب أن تشمل : “بأن لا يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من غزة، ليس الآن، وليس بعد الحرب؛ عدم استخدام غزة كمنصة للإرعاب أو غيره من الهجمات العنيفة. لا إعادة احتلال لغزة بعد انتهاء الصراع”.
وقال إن الشروط الأخرى يجب ألا تكون هناك “محاولات فرض حصار على غزة” وإلا يكون هناك أي “تقليص في أراضي” القطاع.
ويبدو أن هذه هي المرة الأولى التي يوضح فيها مسؤول أمريكي هاتين النقطتين علانية ، بعد تجنب الإدارة الأمريكية لفترة طويلة أي انتقاد للحصار الإسرائيلي على غزة، والذي تقول اسرائيل إنه ضروري لمنع تهريب الأسلحة إلى القطاع.
وتقول منظمات حقوق الانسان إن هذه السياسة أعاقت تقدم اقتصاد غزة بشكل كبير.
دعوة إسرائيل لعدم الاستيلاء على أراضي غزة بعد الحرب ،تتعارض أيضا مع تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك وزير الخارجية إيلي كوهين، الذي أصر على أنه سيتعين على الجيش الإسرائيلي إنشاء نوع من المنطقة العازلة داخل القطاع لتأمين الحدود.
وأضاف بلينكن: “يجب علينا أيضا ضمان عدم ظهور تهديدات إرعابية من الضفة الغربية”.
وقال إن ما تحتاجه غزة هو “حكم فلسطيني، وغزة موحدة مع الضفة الغربية تحت السلطة الفلسطينية… وآلية مستدامة لإعادة الإعمار في غزة، ومسار” لحل الدولتين.
ردا على سؤال حول تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ،بشأن تولي الإسرائيليين المسؤولية الأمنية في غزة إلى أجل غير مسمى، قال بلينكن إنه “قد تكون هناك حاجة لفترة انتقالية”.
وواصلت القوات الإسرائيلية، إلى جانب الغارات الجوية المكثفة على البنية التحتية لحماس، توغلها البري العنيف في الجزء الشمالي من قطاع غزة.
ولقد تعهدت إسرائيل بالإطاحة بحركة حماس من السلطة وسحق قدراتها العسكرية – لكن لم تقل إسرائيل ولا حليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة، ما الذي سيحدث بعد ذلك.
وقال مسؤولون في السلطة الفلسطينية في رام الله مرارا ،إنهم لن يتحملوا المسؤولية عن غزة ما لم يكن ذلك جزءا من اتفاق سلام أوسع يشمل الضفة الغربية، ويمهد الطريق لإقامة دولة فلسطينية.
في حديثه مع شبكة ABC الأمريكية، قال نتنياهو إن غزة يجب أن يحكمها “أولئك الذين لا يريدون الاستمرار على طريقة حماس”، دون الخوض في التفاصيل.
وأضاف: “أعتقد أن إسرائيل ستتحمل، لأجل غير مسمى، المسؤولية الأمنية الشاملة ،لأننا رأينا ما يحدث عندما لا نفعل ذلك. عندما لا نتحمل تلك المسؤولية الأمنية، ما يكون لدينا هو ثوران لإرعاب حماس على نطاق لا يمكننا تخيله”.
ولم يوضح نتنياهو الشكل الذي ستتخذه السيطرة الأمنية. ونفى التلميحات بوجود أي خلاف بينه وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن ،فيما يتعلق بالحرب، قائلا إنه يوافق على دعوة الولايات المتحدة لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ويقوم بالتنسيق مع واشنطن بشأن هذه القضية. في الشهر الماضي قال بايدن إن قيام إسرائيل بإعادة احتلال غزة سيكون “خطأ كبيرا”.
وأكد البيت الأبيض مجددا يوم الثلاثاء أن بايدن، الذي قام بزيارة تضامنية لإسرائيل استمرت يوما واحدا الشهر الماضي، لا يدعم إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة بعد الحرب.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، إن “الرئيس بايدن كان واضحا للغاية بشأن عدم دعمنا لإعادة احتلال غزة من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي”، مضيفا أنه سيترك الأمر لنتنياهو لتوضيح ما يعنيه بعبارة “إلى أجل غير مسمى”.
“نعتقد أنه يجب أن تكون هناك مجموعة سليمة من المحادثات حول الشكل الذي ستبدو عليه غزة في مرحلة ما بعد الصراع، وكيف سيكون شكل الحكم”.
وقال كيربي: “ما نتفق عليه تماما مع نظرائنا الإسرائيليين هو ما لا يمكن أن يكون عليه الأمر. ولا يمكن أن يبدو الأمر كما كان في 6 أكتوبر”.
وفيما يتعلق بالضحايا في صفوف المدنيين، قال كيربي إن واشنطن “تواصل الضغط على نظرائنا الإسرائيليين بضرورة ممارسة التمييز والحذر في استهدافهم قدر الإمكان”.
خلال المقابلة التلفزيونية التي أجريت معه، قال نتنياهو إن إسرائيل على استعداد للسماح بـ”هدن صغيرة تكتيكية” لأسباب انسانية، وهو ما قال كيربي للصحافيين انه يتماشى مع المحادثات التي اجريناها .
كما قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل للصحافيين إن “وجهة نظرنا هي أنه ينبغي أن يكون الفلسطنيون في طليعة هذه القرارات ،وأن غزة هي أرض فلسطينية وستظل أرضا فلسطينية”.
وأضاف: “بشكل عام، نحن لا نؤيد إعادة احتلال غزة كما أن إسرائيل لا تؤيد ذلك”.
وقال باتيل إن الولايات المتحدة توافق على أنه “لا عودة إلى الوضع الراهن في 6 أكتوبر”، في إشارة إلى اليوم الذي سبق هجوم حماس الضخم.
وتابع قائلا: “يجب أن تكون إسرائيل والمنطقة آمنة ولا ينبغي ولا يمكن أن تكون غزة قاعدة لإطلاق صواريخ إرعابية ضد مواطني إسرائيل أو أي أحد آخر بعد الآن”.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن الهجوم ضد حماس سيستمر لبعض الوقت، ويقرون بأنه لم تتم بعد صياغة خطة ملموسة لما سيأتي في اليوم التالي بعد الحرب. وزير الدفاع قال :”إن إسرائيل لا تسعى إلى إعادة احتلال غزة لفترة طويلة “لكنه توقع مرحلة طويلة من القتال منخفض الحد ضد “جيوب مقاومة”. مسؤولون آخرون تحدثوا عن إنشاء منطقة عازلة تبقي الفلسطينيين بعيدا عن الحدود الإسرائيلية.
وقال أوفير فالك، وهو مستشار كبير لنتنياهو، “هناك عدد من الخيارات التي تتم مناقشتها بشأن اليوم الذي سيلي حماس”، مضيفا إن “القاسم المشترك بين جميع الخطط هو 1) عدم وجود حماس 2) أن تكون غزة معزولة السلاح 3) غزة خاليةمن التطرف
سحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من قطاع غزة في عام 2005 ، لكنها احتفظت بالسيطرة على المجال الجوي للقطاع، والشريط الساحلي، وسجل السكان والمعابر الحدودية، باستثناء المعبر مع مصر. ، استولت حركة حماس على السلطة من القوات الموالية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. في عام 2007.
منذ ذلك الحين، تفرض إسرائيل ومصر حصارا على غزة بدرجات متفاوتة.
منذ قيام إسرائيل بسحب جيشها وإخلاء مستوطنيها في غزة ،قبل نحو عقدين من الزمن، واجهت موجات متكررة من الهجمات الصاروخية من القطاع بالإضافة إلى تهديد الأنفاق الهجومية المحفورة تحت الحدود.
وأثارت الهجمات الصاروخية، التي بدأت قبل خطة فك الارتباط في عام 2005 ، ولكنها توسعت بشكل كبير منذ ذلك الحين، عددا من العمليات العسكرية الإسرائيلية الموسعة، ضد حماس وفصائل مسلحة أخرى في القطاع.