كيفَ اجتيازي مِحنَةٌ مُستَعصيَة
ما بينَ أُمٍّ وابنِها الباغْي الرَدي هاني سأَرْويها لِتغْدوَ عِبْرَةً لِلعاقِ علَّ رِضَا الأُمومَةِ يَهْتَدي ما كانَ أَشْقاني كَأُمٍّ جَاوزَتْ ألامُها مَا لا يُطاقُ وَيُحْتَمَلْ إِبْني حَقودٌ لا يُراعي ذِمّةً بَلْ هَمْهُ الإيذاءُ فيَّ بِلا خَجَلْ حتَّى تَمَنَّى المَوْتَ لي طَمْعاً بِما هي حَفْنَةٌ تَبقَى تُراباً أو هَباءْ واللهِ ما صَدّيْتُهُ يوماً ولا شَجّعْتُهُ إلّا على مُلكِ السَّماءْ لا لا يَقيناً ما رَدَدْتُ سُؤَالَهُ لي مَعنوياً، عاطِفياً أو بِمالْ بَلْ كانَ هَمِّي أن يَعيشَ مُرَفَّهاً ما سُقْتُهُ يوماً إلى ذُلِّ السُؤَالْ مَرَّتْ سُنونٌ عَشْرُ ما صَدَّقْتُ ما هو فاعِلٌ مَنْ كانَ نَبْضَ عُروقِي أَحْنو عليهِ مَحَبَّةً وتَعطُّفاً وَيَظَلُّ يُجْزيني بكُلِّ عُقوقِ ألغَيْتُ نَفسي صِرتُ قانِعةً بما ألقاهُ، مِنْ لؤْمِ البَغيضِ وما سألتْ هَمِّي الوحيدُ بأن أراهُ سيِّداً حُرّاً كريماً إنّما ها قد فَشِلْت … وَقبِلتُ ذُلَّ النَّفسِ عِشتُ مَواقِفاً أّدْمَتْ كَراماتي بِما ضَحَيْتُهُ وبِرُغمِ ذلكَ كُلِّهِ ظَلَّ الذي يَنفي علَيَّ جَميعَ ما قدّمْتُهُ حتّى توصّلَ في تَطاولِهِ المُهينْ أنْ راحَ يَرميني بصحراءِ الضَياعْ مَهزومَةً وهو القَويُّ تَجَبُّراً في سّلبِ أمْلاكي بِغشٍّ وخِداعْ … ودَخلتُ آتونَ العَذابِ مُحَطَّمَةْ بالنَّارِ والنُّكرانِ أُحْرِقُ ذاتِي بِخَسارتي إِبّني الجَهولَ “حَشاشَتي” قَسْراً خَسِرتُ أُمومَتي وَحَياتي والطّامةُ الكُبرى تَسَلُّطُ عَقْرَبٍ نَفَثَتْ سُموماً في دِماءِ بُنَيَّ بَلْ إنَّها إِبْليسُ كدَّسَ شرَّهُ لِيُرَسِّخَ الحِقْدَ الدَّفينَ عَلَيَّ فاستَسلباني ما تَبَقى لي ومِن مُلكٍ وَرِثتُ بِحُجَّةِ الحقِّ الجليِّ وهو الذي كانَ المُعينَ على الضَنَى وَوِقايَتي الخُذلانُ من ذُلِّ السُّؤالْ … وَسَمِعتُ صَوتاً لا زَمانَ ولا مَكانْ ويَقولُ : الحَربَ ما زالَتْ تَدورْ ما بَينَ عُمْيانِ الظّلامِ، وَشَرِّهِمْ والغَارِقينَ بِنَشوةٍ فِي بَحْرِ نورْ إنَّ الشَّريعَةَ في السَّماءِ تَجاوَزَتْ ما تَحتَويهِ شَرائِعٌ أَرضِيَّةْ فَرَوابِطُ الدَمِّ العَهِّدتِ هَزيلةٌ قُدامَ رابِطةِ الرؤى العُلويَّة ويَقولُ : ” ما عانَيتِهِ هو ناتِجٌ عَنْ ذا الصِّراعِ فأنتِ مِن سَمْتِ البَهاءْ وَهُمُ الظَّلامُ مُعَسْكرٌ قانونُهُ تَجْريحُ مَنْ سُكناهُ في ضَيِّ السَّناءْ ما تشْهدينَ بذي الحَياةِ نَموذَجٌ عمَّا تُلاقيه غداً في الفَوْقِ والحَربُ دائِرَةٌ وليسَتْ تنتَهي حتَّى تَرَيْنَ الحُبَّ بَعدَ الشَّوقِ هَذا الوجودُ بلا فَراغٍ مِثلَما في النَّفسُ، إمّا أَنّها مسكونَةْ بالرّوحِ مِن عَلْيائِها أو أنَّها رَهنٌ لَشيطانٍ غَوى مَلعونَةْ“ وتَقولُ :” يا نَفْسُ اهْنَئي لكِ أُخْوَةٌ هُمْ يَنْصُرونَكِ بالهُدى لا تَتْعَسي ويقودُهُم ربٌّ هو الحَقُّ القويّ يَمْحو ظَلامَ الشَّرِّ لا لا تَيأَسي“ يَا إبْنيَ المَسْكينَ هَيَّا إسْتَفِقْ مِنْ انْقيادِكَ خَلْفَ مَالٍ مُسْتَلَبْ ثَمَنُ العُقوقِ سَتُبتَلى بِشَدائِدٍ، تَجْريحُ قَلبِ الأُمِّ لا يَرضاهُ رَبْ بِحَبائِلِ الأَفْعى سَتَبقى عالِقاً تُعْليكَ كَي تَرْميكَ في أَرْضِ الخَرابْ إنِّي أُصلِّي مِنْ جَوارِحٍ أَضْلُعي لِيُعيدَكَ المَوْلى إلى دَرْبِ الصَّوابْ أَبُنَيَ جَنَّةُ رَبِّنا لِلتائِبينْ وَرَجاءُ أَزْمِنَةِ الأُمومَةِ مَا انْتَهى فَرَحُ السَّماواتِ انتظارٌ دائِمٌ لِلتائقينَ إلى الخَلاصِ المُشْتَهى
|