رأى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن “على وقع الدم العربي المتدفِّقِ في فلسطين ولبنان من دون رادع، نجتمع اليوم لنؤكّد لأنفسنا أولاً ولكل العالم تالياً محورية قضية فلسطين أرضاً وشعباً وما تختزنه من قيم نؤمن بها جميعاً”.
وتحدّث ميقاتي من القمة العربيّة في الرياض، قائلًا: “في هذه اللحظة التي تجمعُنا في بلاد الحرمين الشريفين نحن مدعوون إلى التضامن والعمل المشترك من أجل إنقاذ فلسطين وغزة التي تستغيثكم فلا تردوها خائبة”.
وأضاف، “فلسطين قضية عربية أولًا وأخيرًا ونكبتُها نزلَت بعالمنا العربي ومزَّقَت شرقَه عن غربِه ومشروعُ التوسّعِ والتهجير ما زال أساس السياسة الإسرائيلية”.
وتابع، “نحن مدعوون لأن نُطلق صرخة انسانية واحدة بأن وجعَ فلسطين هو وجعُنا ودمَها دمُنا ومصيرَها مصيرنا، وعلينا العملُ معاً لوقف فوري غير مشروط لإطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات لإخواننا في غزة واطلاق مسار سياسي جدّي وفعّال يدفع باتجاه حل عادل وشامل ودائم لقضيتنا المحورية”.
وإعتبر أنه “من أجل التوصُّل إلى حل للصراع العربي الإسرائيلي يبقى “حل الدولتيْن” بمثابة أفضل المسارات للمضي قُدُماً والسعي إلى بناء مستقبلٍ أفضل لنا جميعاً على أساس “مبادرة السلام العربية” التي أطلقت في قمة بيروت عام 2002″.
وأشار إلى أن “ما يشهده جنوب لبنان حاليًّا من أحداث وإن اعتُبِرَتْ في العمق صدىً للمآسي في قطاع غزة، ليست في حقيقتِها سوى نتيجةٍ لتفاقم اعتداءات إسرائيل على السيادة الوطنية وخرقها المستمر والمتمادي للقرار الدولي رقم 1701”.
وأردف: “لقد بادرت شخصيًّا منذ اندلاع أحداث غزة إلى إطلاق النداءات العلنية للحفاظ على الهدوء ولضبط النفس على الحدود الجنوبية، ووجَّهْتُ التحذيراتِ من تمدد الحرب التدميرية في غزة إلى جنوب لبنان ومنه إلى المنطقة”.
وشدّد على أن “خيارنا في لبنان كان ولا يزال هو السلام وثقافتنا هي ثقافة سلام مبنيةٌ على الحق والعدالة وعلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”، مؤكدًا أن “شعبنا هو شعب ما رَضِي ولن يرضى بالاعتداءات على سيادته وعلى كرامته الوطنية وسلامة أراضيه وعلى المدنيين من أبنائه وبخاصة الأطفال والنساء”.
وقال ميقاتي: “نُجدّد اليوم أمامكم التزام لبنان الشرعية الدولية لا سيما القرار 1701، ونُشدّد على ضرورة الضغط على إسرائيل لتنفيذ كافة مندرجاته وإلزامها بوقف استفزازاتها وعدوانها على وطننا، ونحن كنا في لبنان ولا نزال مع فلسطين ودفعنا وما زِلْنا ثمنَ العدوان الإسرائيلي”.
وأكمل: “ما الوهنُ البادي على بنية دولتنا إلا بسبب وقوعِها على هذا الفالق الزلزالي الذي أدّى بها إلى الإيغالِ في الفراغ والتفريغ”.
وختم ميقاتي كلمته، بالقول: “تعوَّدْنا منكُم النجدة وأنتم أهلها ولست بحاجة إلى التأكيد على أن جميع اللبنانيين من دون استثناء يقفون إلى جانب غزة وفلسطين، وهم يأملون أن يكون لهم جميع العرب حضنًا وحصناً من الانهيار”.