منطقة آبل القمح اللبنانية الحدودية ،المسماة بإصبع الجليل، زرتها أيام الإحتلال بدعوة من مالك الأرض هناك ،وهو من بلدة كفركلا ومن آل شيت الكرام.
أخبرني بأن المستوطنين حفروا بئرا منتجة مقابل أرضه ،ليس بعيدا عن السياج الفاصل بين الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة
جيولوجيا : المنطقة مغطاة بصخر بركاني بازلتي، ناتج عن خروج الحمم السائلة عبر الكسور الأرضية ،وتغطيتها لمساحة كبيرة من وطى الخيام وسهل سرده شمالا، والي داخل فلسطين المحتلة.
بهكذا وضع جيولوجي يكون الحفر صعب جدا فالصخر قاس ، فالبازالت يتكون من سيليكات (زجاج أقسي من الحديد) الحديد والماغنزيوم وهو أشد قساوة من إزميل الحفارة هذا من ناحية، من ناحية أخرى لا نعرف سماكة الصخر البازالتي في موقع الحفر.
تأكد السيد شيت صاحب البستان في آبل القمح من معلوماته حول حصول المستوطنين مقابل أرضه على المياه من بئر محفورة غير عميقة، دفعنا الى البدء بالحفر بالمنطقة وذلك كان أيام الإحتلال بدون رخصة من أحد، لم يمنعنا العدو ولا وزارة طاقة ومياه ولا دوريات الدرك.
إنتهى الحفر على عمق حوالي ١٠٠ متر على ما أذكر ٦٠ منها صخر بازالتي تحتها صخور رسوبية حاملة للمياه الجوفية.
علمت في ما بعد أنه قام بحفر بئر ثانية في بستانه وأنه أصبح يزرع البطيخ الذي تتطلب زراعته كميات كبيرة من مياه الري.
ابل القمح لمن لا يعرفها، هي في أقصى الزاوية جنوب جنوب شرق الحدود اللبنانية مع فلسطين، تقع القرية جنوبي سهل سرده الجنوبي المغطى بالكامل بتربة بازالتيةخصبة رقيقة بنية اللون وتحتها صخور البازالت القاسية.
يظهر بمنتصف السهل البازالتي نبع الوزاني الإرتوازي الذي إخترقت مياهه المضغوطة السقف البازالتي لتجري المياه بعدها بحرية مشكلة نهر الوزاني.
تشرف بلدة الخيام الجنوبية من الشمال على هذه المنطقة الزراعية الخصبة التي تم زرعها بعد التحرير، كانت قبلها منطقة عسكرية ممنوع دخولها وخصوصًا الوصول الى نبع الوزاني.
من ذكرياتي بالعمل داخل الشريط الحدودي من سنة ١٩٩٤ الى ١٩٩٨ والحصيلة ٤٠ بئرا منتجة لصالح مجلس الجنوب وعدد من الآبار الخاصة.
د سمير زعاطيطي
بيروت ١١/١١/ ٢٠٢٣