منذ أن سُرّب خبر طلب السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، إجراء لقاء مع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، لم تهدأ مجموعات التواصل بين “المشايخ” لاسيّما في العاصمة بيروت، إذ تقدم هؤلاء جموع المعترضين على ظاهرة إستقبال السفيرة، بوصفها تمثل دولةً أعربت عن دعمها للعدوان الإسرائيلي على غزة علناً وتقدم له التسهيلات. شأن كان لا بدّ أن يفرض نفسه على أجندة أي عمل سياسي أو شرعي وكان لا بدّ أن يدفع دار الفتوى بما تمثله لمقاطعة أي لقاء من هذا النوع.
وقد بلغ الأمر بمشايخ ومفتين، طرح تساؤلات حول وضعية المفتي من الناحيتين الشرعية والسياسية، وما إذا كان واقعاً تحت ضغوطات ألزمته أو تلزمه استقبال السفيرة، أم أنه وقع ضحية اجتهادٍ خاطئ، وهو ما ليس مبرراً ابداً.
وبحسب معلومات “ليبانون ديبايت”، تداعى خلال اليومين المنصرمين حشدٌ من المشايخ والمفتين، إلى طلب توقيع عريضة يفرضون فيها على المفتي اتخاذ موقف صريح وواضح من إجراء أي لقاء مع أي سفير أو ممثل دولةٍ ضالعة إلى هذا الحد بدعم العدوان على غزة.
وشهد محيط دار الفتوى الأسبوع الماضي، تظاهرةً أدّت إلى إلغاء زيارة السفيرة الأميركية، وذلك في وقتٍ يتمّ فيه تحميل الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية الحرب الإسرائيلية على غزة وتداعياتها على المدنيين.