استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام الذي قال بعد اللقاء:
“جئنا الى دار الفتوى لنلتمس البركة من سماحته ونطمئن على صحته، وكذلك لنقول له إنّ زياراتنا إلى هذا الدار الكريم، ستتوالى وتتكثف مستقبلاً بإذن الله تعالى”.
وتعقيباً على هذه الزيارة دوّن الوزير سلام على صفحته الرسمية https://x.com/amin_g_salam?s=21&t=iNL6wHvA2oIgQdFHNQf2-g
على موقعX التدوينة التالية:
“زرت اليوم سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى لألتمس البركة من سماحته وأطمئن على صحته، وكذلك لأقول له إنّ زياراتنا إلى هذا الدار الكريم ستتوالى وتتكثف مستقبلاً بإذن الله تعالى، وأطلعته أيضاً على واقع لبنان الاقتصادي في حال توسّعت الحرب (لا سمح الله) إلى “حرب شاملة” لا يُستبعد أن تصل مفاعيلها إلى بيروت وضواحيها في حال تطوّرت الأمور، ومن هذا المنطلق لا بدّ لنا أن نكون مستعدين لكل السيناريوهات.
وفي ضوء الحرب الدائرة على حدودنا الجنوبية، وفي إطار التحديث المستمر لمندرجات “خطة الطوارئ” وأرقامها وتفاصيلها، جئت لأضع سماحته في ضوء ما أنجزناه أقله من جانب وزارة الاقتصاد التي أتولى حقيبتها، وطمأنته أن كميات القمح الموجودة في المخازن باعتباره مادة حيوية للفقراء والأغنياء، متوافرة ولمدة لا بأس بها، كما طمأنته إلى أن المحروقات تكفي لبضع أشهر في حال بقيت مياهنا الإقليمية مفتوحة أمام الاستيراد من دون أيّ مشاكل.
قد يقول البعض إنّ هذه المخاوف قد تلاشت وباتت خلفنا بعد مضي أكثر من شهر على بداية الحرب، وإنّ الخطر المحدق بلبنان لم يعد كما في بداياته، لكنّنا نقول في المقابل: إنّ هذا العدو لا نأمن له أبداً، ومن واجبنا أن نتحضر لأيّ طارىء كأنه قد يقع غداً، هذا واجبنا وهذه مسؤولياتنا أمام اللبنانيين بعد الله عز وجل، فلنتذكر أنّ ما يحصل في جنوب لبنان هو حرب في كل ما للكلمة من معنى، هناك يتعرض مواطنون لبنانيون آمنون لأبشع الاستهدافات من جانب العدو الإسرائيلي، حتى لو كان ما يدور في الجنوب يضعه البعض في إطار “المناوشات المحدودة جغرافياً”، فإنّ هذا لا يعني على الإطلاق أنّه ليس حرباً، فكل شبر من لبنان مسؤول منا ومسؤول من السلطة والحكومة والأجهزة الأمنية كلها، ولهذا علينا الوقوف إلى جانب مواطنينا في أيّ نقطة ضمن أراضيه حتى لو كانت في آخر شبر من شماله أو جنوبه”.
وبخلاف الشؤون الاقتصادية والإجراءات الاحترازية تحسباً للحرب الشاملة، ناقشت مع سماحته أيضاً وخصوصاً شأن الطائفة السنية ومشاكلها وهمومها وهواجسها”،
وشددنا مع سماحته على ضرورة تحاشي الفتن، وقطع الطريق أمام المصطادين في المياه العكرة، فاتفقنا على ضرورة رصّ الصفوف والدعوة إلى إلتزام الهدوء وعدم أخذ الأمور بالعواطف، فقد نكون إزاء حرب طويلة ومؤلمة لا يُستبعد أن تمتد تبعاتها لتطال سائر منطقة الشرق الأوسط بمعزل إن كانت النتيجة لصالح العدو الإسرائيلي أو لصالح الفصائل الفلسطينية.”