مع تصاعد الحرب في قطاع غزة، بدأ كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، الثلاثاء، جولة إلى المنطقة تتضمن زيارة تل أبيب وعدة مدن أخرى، في وقت يعول به خبراء ومراقبون على تلك الجولة في التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، التي تعثرت خلال الأيام الماضية.
ونقل موقع “أكسيوس” عن 4 مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن رحلة ماكغورك إلى الشرق الأوسط “جزء من انخراط إدارة بايدن مع الأطراف الرئيسية بشكل مستمر للحيلولة دون نشوب حرب إقليمية، وضمان إبرام صفقة الإفراج عن الرهائن، مع الوصول إلى اتفاق بشأن وقف أطول للقتال في قطاع غزة المحاصر منذ 40 يوما”. وتأتي جولة ماكغورك تزامنا مع توجيه نحو 400 موظف وسياسي يمثلون نحو 40 وكالة حكومية أميركية، خطابا إلى الرئيس الأميركي، احتجاجا على سياسات دعم إسرائيل في الحرب الراهنة، حيث طالبوه بالعمل على وقف فوري لإطلاق النار، مع دفع إسرائيل إلى القبول بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، الذي يرزح تحت وطأة أزمة إنسانية فادحة.
ومن المتوقع أن يتوقف ماكغورك في بروكسل في طريقه إلى المنطقة، للتنسيق مع الناتو والحلفاء الأوروبيين بشأن تطورات الحرب في غزة. وفق مصادر إسرائيلية، فمن المنتظر أن يلتقي كبير مستشاري الرئيس الأميركي خلال ساعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، إضافة إلى مسؤولين بأجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، لمناقشة تطورات الحرب. وفق “أكسيوس”، فإن زيارة ماكغورك تتضمن أيضا المملكة العربية السعودية والأردن، وقطر التي تلعب دورا في الوساطة بين بشأن قضية الرهائن. يتوقع أن يزور المسؤول الأميركي البحرين نهاية الأسبوع المقبل، لحضور النسخة التاسعة عشرة من مؤتمر “حوار المنامة 2023″، لمناقشة قضايا السياسة الخارجية والدفاع والأمن. واعتبر الباحث الأميركي المتخصص في شؤون الأمن القومي سكوت مورغان، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “احتواء القتال في غزة الآن، يمثل أولوية رئيسية للإدارة الأميركية”. وأوضح مورغان أن مهمة ماكغورك تتضمن الحفاظ على بقاء علاقات الولايات المتحدة مع الدول العربية بحالة جيدة، من دون أن تلقي الحرب في غزة تأثيرات عليها. وبشأن إتمام صفقة الإفراج عن الرهائن، قال الباحث الأميركي إن “الأمر ليس سهلا، إذ أعلنت حركة حماس تعليق المباحثات حول هذا الأمر في وقت سابق، كما ترغب في الوصول لوقف إطلاق النار لمدة 5 أيام مقابل إطلاق عدد محدود من الرهائن”، مشددا على أن القرار النهائي “سيكون في يد إسرائيل”. وأضاف: “يجب أن يكون ماكغورك قادرا على الإجابة بشأن كم من الوقت والقيود الأخرى التي وضعها البيت الأبيض عليه خلال رحلته الحالية”. في مطلع 2021، عين جو بايدن الدبلوماسي بريت ماكغورك مسؤولا عن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي. كان المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص بالتحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش”. كان مقررا أن يترك ماكغورك المنصب في منتصف شباط 2019، لكنه أعلن استقالته في 2018 بعد قرار ترامب بسحب القوات الأميركية من سوريا. شغل أيضا منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون العراق وإيران، وقاد خلال الفترة من تشرين الأوّل 2014 حتى كانون الثاني 2016 مفاوضات سرية مع إيران أدت إلى تبادل الأسرى وإطلاق سراح 4 أميركيين من إيران. عمل في وقت سابق في عهد الرئيس جورج دبليو بوش في منصب المساعد الخاص لبوش، ثم نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون العراق وإيران، أما في عهد أوباما فعمل ككبير مستشاري مجلس الأمن القومي وسفير الولايات المتحدة في العراق. جنبا إلى جنب مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، شارك ماكغورك بشكل كبير في الجهود المبذولة لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس. |