يبدو أن الاتفاق حول ملف الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأوّل أصبح وشيكاً.
فقد كشف مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، أن بلاده وحماس تقتربان من اتفاق سيعلن خلال الأيام القليلة المقبلة يتضمن إطلاق سراح أسرى من الطرفين، فضلا عن هدنة تمتد لخمسة أيام.
وأوضح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن “الخطوط العامة للصفقة واضحة”، مضيفا أن الاتفاق المبدئي ينص على إطلاق سراح نساء وأطفال إسرائيليين ضمن دفعات، بالتزامن مع إطلاق سراح نساء وأطفال فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية.
كما أشار، إلى أن وقفا مؤقتا لإطلاق النار ربما لمدة خمسة أيام سيصاحب تبادل الأسرى، ما سيسمح لهم بانتقال آمن من القطاع إلى داخل إسرائيل، وسيتيح أيضا بنقل المساعدات الدولية للمدنيين الفلسطينيين في غزة، وفق ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” ضمن مقال رأي لديفيد إغناطيوس.
وقال إن ما مجموعه 240 إلى 250 أسيرا محتجزون، معظمهم إسرائيليون، لكن بعضهم مزدوجو الجنسية من الولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى، في حين يوجد بينهم 35 من الأجانب غير الإسرائيليين، معظمهم من التايلانديين الذين يعملون في إسرائيل.
كذلك، أوضح أن نحو 90 مدنياً محتجزين لدى حماس، بينما البعض الآخر تحتجزهم مجموعات أخرى، في أماكن مختلفة، لكنه اعتبر أن لدى حماس القدرة على التفاوض بشأنهم جميعًا تقريبًا. وأردف، مجموعة أصغر تسمى الجهاد الفلسطيني تحتجز حوالي 35 أسيرًا، بينما تحتجز ميليشيا تعرف باسم “الشبيحة” ومجموعات أصغر أخرى بضع عشرات آخرين.
إلى ذلك، أضاف قائلا: “نريد أكبر عدد ممكن من الأسرى، وفي أسرع وقت ممكن”.
وتريد إسرائيل إطلاق سراح جميع النساء والأطفال الذين أخذتهم حماس يوم السابع من تشرين الأوّل وأدخلتهم القطاع، والمقدر عددهم بنحو 100.
كما أنها حددت هوية كل من تريد إطلاق سراحه بالاسم، ما جعل عملية التحقق هذه إحدى التفاصيل التي ما زال المسؤولون المعنيون يتفاوضون بشأنها.
لكن من المرجح أن يكون العدد الأولي من المطلق سراحهم أقل، لاسيما مع إعلان حماس أمس أنها مستعدة للإفراج عن 70 امرأة وطفلا.
فيما لا يزال عدد النساء والشباب الفلسطينيين الذين قد يتم إطلاق سراحهم غير معروف، إلا أن مسؤولاً عربياً أشار إلى أن هناك ما لا يقل عن 120 في السجون الإسرائيلية.
وكانت المفاوضات الإسرائيلية مع حماس جرت بشكل غير مباشر من خلال قطر، حيث تتمركز القيادة السياسية لحماس، كما لعبت مصر دوراً فعالاً أيضا.
فقد عمل الموساد بشكل وثيق مع قطر ووكالة المخابرات المركزية الأميركية في صياغة الصفقة.
كما أكد عدد من المسؤولين الإسرائيليين أن مصر لعبت أيضًا دورًا مفيدًا في تشجيع المفاوضات والضغط على حماس.