والوباء هنا بالمعنى السياسي ، فقد كانت امنية مجرم الحرب بنيامين نتنياهو ان يرفع العلم الصهيوني على احدى سواري مستشفى الشفاء ، بعد ان يعتقل او يقتل قيادات حماس ..الذي روج انهم يقودون القتال ضد الاحتلال الصهيوني من اقبيته او من غرفه المحصنة ،او من غرف العمليات!! وبيضمن انه لن يغادر الكنيست الى السجن لاسباب لا اخلاقية او سياسية
لكنه دخل المستشفى بأغزر كمية من النيران، واكبر عدد من المهاجمين، بعد ان دمر واحرق وقتل وجرح وهجر الآلاف طيلة اسابيع تمهيداً لهذا الدخول … وما وجد حتى قطعة سلاح اقوى من حقن البنج المفقود ، والقطن المنثور ، والخبز المكسور …ليسارع جو بايدن شامتاً بحليفه الاهم في المنطقة، معلناً انه لم يؤيد اقتحام القوات الصهيونية مستشفى الشفاء ! هل في الكون من يصدق بايدن، بعد ان حشد حاملات الطائرات والبوارج وارسل الاف الجنود والمستشارين واعطى حليفه اذكى القنابل ( على اعتبار ان ما عداها هو قنابل غبية !!) وما حصد الحليفان سوى الفشل ؟
اذن
آن الاوان للمفاوضات مع حماس !
المفاوضات كانت ستفرض عقد اذعان على المقاومة الفلسطينية البطلة ، لو وجد نتنياهو او لو قتل او لو جرح او لو اسر او لو وجد دليلاً واحداً على ان هذا المستشفى كان مقراً او حتى ممراً لقيادات المقاومة … اما وان نتنياهو خرج من مستشفى الشفاء بالوباء ، خرج “وقفاه يقمر عيش 🥖 “على رأي احبتنا المصريين ، فليس عليه سوى الرضوخ لمنطق الفاشل العاجز على الرغم من آلة التدمير الجهنمية التي استخدمها على مدار الساعة، منذ نحو شهر ضد مدنيين ومؤسسات منها :مستشفيات ومدارس وكنائس ومساجد وسيارات اسعاف وغيرها.
قيل بداية ، ان الحشد الاميركي غير المسبوق لدعم الكيان الصهيونى ،هو تطوير طبيعي لدعم
هذا العدو عام 1973 بعد العبور الكبير لجيش مصر العظيم ، حيث كانت الدبابات الاميركية تنزل من الطائرات الاميركية العملاقة بشحمها لتتوجه مباشرة الى سيناء ، لمقاتلة الجيش المصري .
قيل ان هذا الدعم الاميركي للعدو الصهيوني ولنتنياهو ، هو للإمساك بقراره حين يحين الجد بالإنتصار ، وللهزيمة ايضاً
المسألة نسبية هنا ! كيف ؟
حدد نتنياهو لحربه المدمرة اهدافاً سياسية عبر التدمير الممنهج لقطاع غزة ، وهذه الاهداف هي ؛
١- اطلاق سراح الاسرى بين يدي حماس الذين اخذوا من مستعمرات غلاف غزة يوم 7/10/2023… ولم يطلق منهم الا الذين قررت حماس بذكاء اطلاقهم ،وصاروا افضل دعاية لحماس في الكيان وامام الاعلام العالمي ،بعد ان تحدثوا عن حسن معاملة حماس لهم ، في رد على تخرسات اعلام اميركي عنصري ومتعاطف مع القتلة من جانب واحد ، شامتاً بقتلى اطفال فلسطين والنساء والشيوخ…
٢- تصفية الوجود البشري الفلسطيني في غزة ، وتحويله إلى لاجئين في صحراء سيناء كمقدمة لاخراج ابناء فلسطين من ارضهم في الضفة الغربية المحتلة الى المملكة الاردنية الهاشمية.. ولولا الموقفين الشجاعين للرئيس عبد الفتاح السيسي ، والملك عبدالله الثاني ، الرافضين للجنون الصهيوني لحقق نتنياهو احدى اهدافه السياسية.
٣- من احلام نتنياهو كان : قتل او اسر قيادات من حماس ، ليتباهى امام جمهوره وخصوصاً امام اهالي الرهائن ،بأنه حقق انجازاً يملك ان يضعه بين ايديهم لإجراء مبادلة بين الأسرى الاسرائيليين والقيادات الحمساوية .وبهذا يسكت اصواتاً كانت المبادرة وكانت الاعلى التي تطالبه بإعطاء قضيتهم الاولوية خلال الحرب ومنذ اليوم الاول لها ، وهي تدعوه لمفاوضة حماس ، وقد ردد انه سيعتبر الرهائن قتلى ولن يفاوض حماس ، وردد مرة اخرى انه لن يكرر تجربة تحرير 1600 فلسطيني اسير مقابل الجندي الاسير جلعاد شاليط ، بل لن يطلق سراح اي اسير فلسطيني الا بعد اطلاق رهينة واحدة لدى حماس !!
٤- وقف اطلاق الصواريخ الحمساوية ( والجهاد الاسلامي ) على المدن والمستعمرات في الكيان الصهيونى ، وما زالت الصواريخ الحمساوية تنهال عليها حتى الآن ، وكان الرمز المثالي انه في الوقت الذي انسحب فيه جيش الاحتلال الصهيوني من مستشفى الشفاء كانت الصواريخ الحمساوية تشعل النيران في مواقع صهيونية بعيدة عن غلاف غزة
ولربما سيقول نتنياهو الآن : ان الكلمة الاخيرة ستكون لي في اطلاق النار من عندي بعد ان تسكت صواريخ حماس … غير ان هذا سيكون ضمن اجراءات وقف اطلاق نار متزامن ، فلا يعطى نتنياهو حتى مجرد كونه آخر من يطلق الصواريخ !!
٥- كان نتنياهو يخوض عدوانه الهمجي على الشعب الفلسطيني ، وفي خياله السياسي ، انه سيجعل القضية الفلسطينية في غياهب النسيان ، وفي متاحف التاريخ … فإذا بقضية فلسطين الآن في ذروة الاهتمام العالمي .. وباتت دروساً في جامعات العالم ، وبنداً حيوياً في برامج الاحزاب ، ومادة دسمة في برامج الاعلام المختلفة… واذا حل الدولتين يشق طريقه، بعد ان وضع الصهاينة بدعم اميركي وخنوع بعض العرب الابراهيمية .. سدوداً امام مسار حل الدولتين .
واذا كان من المبكر الحديث عن الغد البعيد ، فإن هناك بالتأكيد ما يدعونا للإعتقاد بأن مفاوضات تبادل الاسرى الفلسطينيين بالرهائن الصهاينة ستبدأ، وهي بدأت في قطر تحديداً تعبيراً عن فشل نتنياهو الذاهب حتماً لمصيره الاسود شخصياً وسياسياً هناك .
المسألة نسبية …نعم
لكن فلسطين عادت قضية عدل عربية وعالمية وانسانية … هذه هي خسارة نتنياهو والعدو الصهيوني الاساسية
الشراع