تَرَكنا الصِّبا نَحْبُو على الدَّرْبِ في البَرْدِ، كَما الوَرَقُ الصُّفْرُ ارتَمَى خائِرَ الجَهْدِ
لَقَد رَذَلَتهُ في الخَرِيفِ نَضارَةٌ، وأَلقَتهُ أَغصانٌ طَوَت طَيِّبَ العَهْدِ
وباتَ كَما في الحَشرَجاتِ حَفِيفُهُ، ولَم تُجْدِهِ الآهاتُ لِلأَذرُعِ المُلْدِ
وغَلغَلَ في دِفْءِ الإِهابِ تَغَضُّنٌ، وأَلقَى رِداهُ الثَّلجُ في الأَسوَدِ الجَعْدِ
وها أَنتِ ما زِلتِ مَزارًا وقِبلَةً، هَوَى القَلبِ لا يَخبُو على نَدْرَةِ الشَّهْدِ
وفي الوَجْدِ ما يُذْكِي جِمارًا خَبِيئَةً، إِذا حَرَّكَت أَشجانُنا مَوقِدَ الوَجْدِ
ويَعرُو الحَنايا، كُلَّما هاجَ خاطِرٌ، حَنِينٌ فَيُبدِي القَلبُ مِ الشَّوقِ ما يُبدِي
فَيذكُو لَهِيبٌ لا يَرُدُّ ضِرامَهُ وِصالٌ تَرَدَّى في مَفاصِلِ مُنْهَدِّ
فَتَثبُتُ في الأَيَّامِ، نَجْوَى أَحِبَّةٍ، وتَبقَى بُعَيْدَ الوَرْدِ ذِكْرَى شَذا الوَرْدِ!