أكّد المحامي مجد حرب أنه “غير مهتم بما يحصل بين حركة حماس وإسرائيل إنما هو يهتم بما يحصل بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل، فهذه الأخيرة لا توفر ذريعة حتى تقدم على تنفيذ المجازر بحق هذا الشعب”.
وفي مقابلةٍ عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال حرب: “المستفيدون من هذه الحرب هما طرفا النزاع، أي إسرائيل وحماس ومَن خلفهما، والخاسر الأكبر هو الشعب الفلسطيني، فهل الأطفال والأطباء والممرضات هم مجندون في حركة حماس؟ الشعب الفلسطيني يدفع ثمن إستخدامه من قبل إيران، وهذا الثمن أكثر بكثير من المكاسب”.
وتابع، “المشهد في غزة يشبه ما حصل في لبنان في العام 2006، فعندما إعتبر حزب الله أنه إنتصر، دفع الشعب اللبناني ثمن هذا الإنتصار، كذلك حماس قد تكون حققت مكاسب سياسية على إسرائيل، ولكن الشعب الفلسطيني دفع الثمن”.
وأكمل، “القضية الفلسطينية محقة، إنها المرة الأولى التي تحصل فيها “فشة خلق” للشعب الفلسطيني، وكل شعب يضطهد بهذه الطريقة ستكون هذه ردة فعله، ولكن هل قتل الأطفال وهدم المستشفيات يعتبر إنتصاراً؟ بالنسبة لي أن أموت لأجل قضية غيري ليس إنتصاراً”.
ولفت إلى أن “الفلسطينيين متروكون، وفي اللحظة التي إدعى فيها أحدهم أنه يدعم القضية الفلسطينية، كان يفاوض إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية على مكاسبه، الشعب الفلسطيني بحاجة إلى طعام ودواء، وليس إلى رصاص وأنفاق، أما مبدأ وحدة الساحات فيتحقق في حال ضُربت إيران فقط فتتحرك أذرعها، ولكن إن ضُربت الأذرع لا أحد يتحرك”.
وحول ردّات الفعل المنتقدة لكلام البطريررك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، رأى حرب أن “غبطة البطريرك يمثل الكنسية وتصرفها الكنسي المعهود في مثل هكذا ظروف، و”للغشيم” الذي علّق على كلامه أقول، من ضربك على خدك الأيمن دُر له الأيسر و”ضيعان المنيح”مع بعض اهالي الجنوب، من واجب الكنيسة أن تطلب لهم المساعدة، في العام 2006 فتحنا لهم قُرانا ومدارسنا، وإنبرت نساء بلدتي تنورين بتحضير الطعام لهم وكان مشهداً معبراً، في الـ 2007 حملوا السلاح بوجه من أواهم، ولكن رغم ذلك سنظل نفتح لهم أبوابنا، هذا موضوع إنساني، لم يعد الشعب اللبناني يتحمل هذه الفوقية في التعاطي، وآمل ألا تحصل الحرب حتى لا نأويهم ونلم لهم الصواني”.
وعما إذا كان يشكر حزب الله لأنه لم يدخل لبنان بالحرب المفتوحة إلى جانب غزة أجاب: “أريد أن أشكر حزب الله على تهريب المال إلى سوريا، وعلى حمله السلح وتغطيته للفساد، وفرضه رئيساً كميشال عون، وغيرها من الإرتكابات، هو لا يعمل لمصلحة الدولة اللبنانية التي تقضي بضب سلاحه وإلتزامه منزله، فواجب الجيش اللبناني حصراً حماية لبنان”.
وأضاف، “إن دخل حزب الله الحرب، يكون ينفذ قراراً خارجياً، وإن لم يفعل، يكون يسيطر على قرار الحرب والسلم، فقراره يُؤخذ دوماً في الخارج، وهو يعمل فقط على نقل الرسالة، هو دمر لبنان ثم يأتي ليقول، أنا أحميك”.
وشدّد على أنه “لا يجوز إعطاء ذريعة لإسرائيل كي تقصفنا، خاصة وأن هذه الحرب هي أيضاً حرب رأي عام، سابقاً تسبب حزب الله بتدمير لبنان، وإن حصل عدوان جديد سيكون الوضع بعد أسوأ، والذي ساعدنا سابقاً في إعادة الإعمار لن يفعل اليوم، ولكن إن خُيرت، في حال إندلعت الحرب، بين حزب الله وإسرائيل أي بين السيئ والأسوأ أختار طبعاً حزب الله”.
وختم حرب بإدانة العمل الإنتقامي الذي تعرض له الشاب سليمان سركيس في بلدة شكا، “هذا عمل تجاه شخص بريئ على يد همجيين، وأنا أدعو له بالشفاء، وأطالب الدولة اللبنانية تحمل مسؤولياتها وتوقيف الجناة الذين يحتمون خلف جهات معينة، لأنه إن لم تتحرك الدولة، سيتحرك أهل المنطقة”.