في ظل الحرب على غزة وتصاعد التوتر جنوبا، انشغل اللبنانيون مؤخرا بخبر وصول وانتشار حشرة البق في عدة مناطق من بينها بيروت، كسروان، جبيل، الكورة وطرابلس، وكأنه لا يكفيهم الضغط النفسي الذي يعيشونه جراء الأحداث المُحيطة بهم والخوف من ان تتحوّل المواجهات على الحدود إلى حرب شامة.
حشرة البق ليست بجديدة، الا انه عاد الحديث عنها مطلع خريف 2023 حيث أعلنت مدينة باريس عن ارتفاع “واسع النطاق” في أعداد بق الفراش، وتمّ رصد هذه الحشرات في المترو والقطارات السريعة ومطار شارل ديغول بالإضافة الى انتشارها في المستشفيات وبعض دور السينما والفنادق في العاصمة الفرنسية ما أثار الرعب والذعر في العالم، واتخذت بعض الدول إجراءات تُساعد في منع دخول هذه الحشرات وانتشارها.
فكيف وصل “بق الفراش” إلى لبنان؟ وما سبل مُكافحته؟
الخبير البيئي ورئيس حزب البيئة العالمي الدكتور ضومط كامل الذي كان أول من أعلن وصول هذه الحشرة إلى لبنان، أوضح عبر “لبنان 24” ان “التغير المناخي والبيئة غير النظيفة أديا إلى انتشار أعداد كبيرة جدا من الحشرات المضرة بالصحة والبيئة والطبيعة”، مُشيرا إلى ان “حشرة البق كانت موجودة في فرنسا وأوروبا ولكن بعد تكاثرها بشكل سريع أصبحت خارجة عن السيطرة”.
وأشار إلى ان “حزب البيئة العالمي قرر وضع خطة طوارئ والبقاء على جهوزية تامة للتعامل مع هذه الآفة في حال وصولها إلى لبنان ورصدها وتتبعها.”
وقال: “من هذا المنطلق بدأنا بإجراء الكشوفات وتلقينا اتصالات من العديد من الناس الذين أخبرونا عن تكاثر هذه الحشرة في منازلهم في عدد من المناطق”، كاشفا عن وجود هذه الحشرة داخل 30 منزلا في لبنان لكنها لم تنتشر بعد داخل الأبنية ما يعني انها لا تزال ضمن نطاق السيطرة”.
واعتبر كامل انه “حتى الساعة ما من خطة شاملة من قبل الجهات المعنية للتعامل مع هذه الحشرة بالطرق العلمية”، مشيرا إلى انه “من ضمن خطة المواجهة التي وضعها إبلاغ المواطنين بأنواع المُبيدات التي يجب استخدامها لمكافحة هذه الحشرة”. وحذر من ان شركات لرش المبيدات استغلت الأمر تجاريا ووصل سعر رش المنازل إلى 800 دولار”.
وتابع: “قمنا بالاتصالات اللازمة من أجل تأمين المبيدات بشكل مجاني للمنازل المُصابة ونأمل في ان نصل قريبا جدا إلى الهدف المطلوب وهو القضاء على هذه الحشرة لاسيما وان هناك العديد من الأشخاص الذين اتصلوا بنا وأبلغونا بأنهم لا يملكون المال لشراء المبيدات وأصبحوا يعانون جراء اللدغات من الحساسية والالتهابات الجلدية”.
ولفت كامل إلى ان “حشرة البق غير سامة ولكن مهمتها الوحيدة ان تتغذى من دم الانسان عبر لدغه ثم تختبئ في أي مكان يحتوي على قماش مثل الفراش، السجاد، الثياب وتبقى هناك ما بين 5 إلى 10 أيام، وهي تحب الظلام وتنشط ليلا وتعيش وتبيض في الفراش وفي أماكن لا يصلها الانسان وتنتشر بسرعة، علما انها تستطيع ان تبيض سنويا نحو 2000 بيضة”.
وأكد ان “رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة الدكتورة عاتكة بري اتصلت به وهي تجهد لمتابعة هذا الموضوع وان التواصل والتنسيق متواصل بينهما”، وقال: “المشكلة ان الناس الذين نطلب منهم الاتصال بالخطوط الساخنة التابعة لوزارة الصحة لا يقومون بالتبليغ عن وجود هذه الحشرات بحجة ان الوزارة لا تقدم الحلول لهذا السبب أحاول إيصال المعلومات للوزارة للحد من انتشار هذه الحشرات”.
وشدد على ان “المطلوب رصد هذه الحشرات داخل المنازل واستخدام المبيدات الصديقة للبيئة وغير السامة والمُسرطنة وتنظيف المنازل بشكل دائم”، محذرا من “استخدام مادة الغاز القاتل والسام جدا داخل البيوت لمكافحة هذه الآفة لأنه يشكّل خطرا كبيرا ويؤدي إلى الوفاة في حال استنشاقه”.
وطلب كامل من المواطنين الاتصال على الرقمين 355552 03 و71504771 للابلاغ عن وجود هذه الحشرة ومعرفة طرق المعالجة العلمية وغير التجارية.
إليكم طرق لتجنب بقّ الفراش
احرصوا دائما على نظافة وفحص كل زوايا وشقوق الأسِرَّة في المنزل واستخدموا المكنسة الكهربائية لشفطها.
تفقدوا نظافة ملابسكم وأغراضكم الشخصية، ففضلات بقّ الفراش تعلق على الأقمشة وتترك بقعا بنية اللون، وفي بعض الحالات تكون ذات رائحة كريهة.
ينصح بغسل أغطية الفراش والملابس على درجة حرارة 60 مئوية أو أكثر.
وفي حال السفر:
تفقدوا نظافة الفندق أو مكان الإقامة، وفي حال وجدتم “حشرات البق” غادروا على الفور.
اختاروا حقيبة محكمة الإغلاق مصنوعة من البلاستيك وليس القماش، فالبقّ لا يستطيع الالتصاق به.
ضعوا نوعا من المبيدات الحشرية غير الضارة بين ملابسكم وداخل أمتعتكم الشخصية.