رغم مرور حوالي 4 أسابيع على الهجوم المباغت الذي شنته حماس في العمق الإسرائيلي، لم يستطع الجيش الإسرائيلي حتى الآن تحقيق الأهداف التي وضعها رداً على هذه العملية ومن ضمنها الاجتياح البري وهدم الأنفاق العسكرية في قطاع غزة.
ففي المرة الأخيرة التي اجتاحت فيها إسرائيل قطاع غزة قبل حوالي عقد من الزمن، سحقت قواتها قدرات حماس ودمرت أنظمة الأنفاق وأغلقت طرق التهريب، ما كلف الحركة ثلثي صواريخها بحلول وقت انسحابها.
أما الآن ومع تكثيف إسرائيل لغاراتها وهجماتها إلا أنها تواجه مقاومة أكثر قوة، حيث أعادت حركة حماس وجناحها العسكري بناء ترسانة عسكرية بمساعدة إيران، بحسب تقرير نشرته “وول ستريت جورنال”.
ومنذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول، هاجمت حماس الجيش الإسرائيلي بطائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات، وصواريخ مضادة للدبابات وصواريخ عالية التأثير، وهي أنواع الأسلحة التي أحدثت تحولاً في ساحة المعركة في أوكرانيا.
فقد طورت حماس ترسانتها حيث استخدمت الخبرة لتطوير المهارات المحلية في تصنيع الأسلحة، وجمع الأسلحة من المواد المتوفرة في قطاع غزة، على الرغم من الحصار الإسرائيلي للقطاع.
المسيّرات
ومن أبرز الأسلحة التي دخلت في هذه المواجهة، الطائرات المسيّرة “الدرون” إذ نشرت الحركة مقاطع فيديو لاستهداف القوات الإسرائيلية بذخائر أسقطتها طائرات بدون طيار، وهو ابتكار على غرار ساحة المعركة في أوكرانيا، وألحقت أضراراً بدبابتين والعديد من المركبات العسكرية.
كما صنعت طائرة بدون طيار تسمى “أبابيل”، تم تطويرها بناء على تصميم إيراني. وتمتلك حماس أيضاً طائرة مسيّرة منتجة محلياً تسمى “الزواري”، سميت على اسم المهندس التونسي محمد الزواري، الذي ساعد في تطوير الأسلحة واغتيل في تونس في عام 2016، وهي عملية قتل ألقت حماس باللوم فيها على المخابرات الإسرائيلية.
الصواريخ
في موازاة ذلك واجهت القوات الإسرائيلية مهاجمين مزودين بصواريخ شديدة الانفجار من طراز إف-7 مصنوعة في كوريا الشمالية؛ وصاروخ كورنيت المحمول الموجه المضاد للدبابات، هو نموذج تم تطويره في روسيا ولكن غالباً ما تنسخه إيران وصواريخ “الياسين” الترادفية المضادة للدبابات محلية الصنع.
وصنعت حماس الصواريخ منذ أكثر من عقدين من الزمن. الجيل الأول من صواريخ القسام، وهي صواريخ رخيصة الثمن بدأت إنتاجها خلال الانتفاضة الثانية، حوالي عام 2001، كان يصل مداها إلى 2 إلى 3 أميال.
أما الجيل الثالث، وهو صواريخ القسام 3، فيصل مداه إلى حوالي 10 صواريخ. والآن، عرضت حماس صواريخ يصل مداها إلى 150 ميلاً، وتغطي إسرائيل بأكملها بشكل أساسي.
ولتصنيع الصواريخ، استخدمت حماس الأنابيب الفولاذية للمعدن في المحركات وأغلفة الرؤوس الحربية. واستخدمت رؤوس المدفعية الإسرائيلية غير المنفجرة في صنع المتفجرات. ومن السهل بناء عناصر أخرى، مثل نظام الاندماج والزعانف ولحامها معًا، كما يمكن تهريب الوقود اللازم للوقود الصاروخي.
الطائرات الشراعية
ومن الإضافات الجديدة إلى ساحة المعركة الطائرات الشراعية، التي استخدمتها حماس لاختراق إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول كشكل من أشكال المشاة المحمولة جواً.
ولتجنب اكتشافهم في غزة، تلقى مقاتلو حماس تدريباً على الطيران المظلي في إيران، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
طوربيد مائي
إلى ذلك نشرت حماس هذا الأسبوع مقطع فيديو يظهر مركبة موجهة تحت الماء تسمى “العاصف” وصفتها حماس بأنها “طوربيد”، والتي تبدو مشابهة لطائرة بدون طيار تحت الماء قالت إسرائيل في عام 2021 إن الحركة حاولت إطلاق النار على إحدى سفنها.
والأهم من ذلك، أن إسرائيل فشلت في منع الوصول عن طريق البحر إلى ساحل غزة الذي يبلغ طوله 25 ميلاً. أما التهريب عن طريق البحر، وخاصة عبر قوارب الصيد التي يستخدمها سكان غزة المحليون، فقد كان رصده أكثر صعوبة بالنسبة للجيش الإسرائيلي.
وقد يفسر الطريق البحري وجود بنادق هجومية متخصصة ظهرت على جثث المسلحين القتلى في 7 أكتوبر. تم تصنيع بنادق AK-103-2 في البداية من قبل مصنع حكومي روسي واشتراها الزعيم الليبي القوي معمر القذافي حصرياً بعد رفع الحظر.
الأنفاق
وقد يكون أقوى دفاع لحماس هو شبكة الأنفاق الواسعة التي تمتد تحت غزة مثل مدينة تحت الأرض، حيث تخزن المقاتلين والوقود والأسلحة، ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تخزن الرهائن.
يذكر أن 30 جندياً إسرائيلياً قتلوا في أسبوع من العملية، وهو معدل أكثر من ضعف المعدل في عام 2014، عندما قتل 67 جندياً خلال حملة استمرت سبعة أسابيع.