الموقف السعودي المتقدّم لمشروع السّلام بعنوان حلّ الدّولتين – بقلم / إلهام كمال عمار

انطلاقاً من الموقف المبدئي .. ومن باب الحرص على القضيّة الفلسطينيّة والتمسّك بحقوق الشّعب الفلسطيتيّ المشروعة .. على ضوء إقامة دولته الفلسطينيّة المستقلة تكون عاصمتها القدس الشرقيّة ذات سيادة .. تتمتع بالصلاحيّات الكاملة .
في هذا الإطار ، كان العامل الأبرز في الموقف السّعوديّ الّذي لا يتغير من جهة ولي العهد السّعوديّ محمد بن سلمان الّذي إذا قال فعل بما يقوله :
وفقاً للغة العقل والمنطق .. في ظلّ وقفات السّعوديّة الحقيقيّة تجاه الشّعب الفلسطينيّ وقضيته المحقة على إتساعٍ شاسعٍ لدور المملكة العربيّة السّعوديّة التّاريخيّ المعهود بالوقوف إلى جانب الشّعب الفلسطينيّ الشقيق في مختلف الأزمات والكوارث ..! وعلى مدار عقودٍ ساهمت وقفات السّعوديّة التّاريخيّة لنصرة الحقّ العربي ، الإسلامي والفلسطينيّ .. في رفع المعاناة والمآساة ..! وتضميد الجِراح وإعادة إعمار ما تهدّم ..! إلى جانب تعزيز صمود الأشقاء العرب في جميع المصائب ، النوائب ، الأزمات والمحن ..! الّتي مرّوا بها في ظروف صعبة وفترات عصيبة من المنعطفات ..!
فيما يتعلّق بالوقفات السّعوديّة الّتي لا تتغير في تاريخها ، ترآثها ، نضالها وكفاحها .. برز موقف ولي العهد السّعوديّ الصادق .. الّذي هو زبد الموضوع الرامي إلى تبليغ إدارة الرّئيس الأميركي جو بايدن في القمّة العربيّة الإسلاميّة الّتي عقدت في الرياض بالتركيز على حقوق الشّعب الفلسطينيّ .
تبرز الإشارة ، إن هذه القمّة تصب في مصلحة القضيّة الفلسطينيّة والوطن العربي والإسلامي ، في مؤشرٍ لافتٍ إلى أنّ هذه القمّة حظيت ب57 دولة ذات صلة على كلمة سواء المتناغمة مع الحلّ المستدام لصناعة السلام للقضيّة الفلسطينيّة المبنية على حلّ الدّولتين .
إلى ذلك ، لا بُد أن نشير بأنّ هذه القمّة جاءت على نحو القمّة العربيّة في بيروت عام 2002 القائمة على حلّ الدّولتين وبناء سلام عادل وشامل . يبدو أن هذا الأمر لا يتغافل عن إعطاء الفلسطينيين دولة بحدود 67 بالأخصّ بأنّ الشّعب الفلسطينيّ ليس سيّد نفسه – ليس سيّد قراره ..
فمن حقّ الشّعب الفلسطينيّ تقرير مصيره وإعطائه حقوقه والعيش حياة كريمة .
الجدير بالذكر ، بأنّ المبادرة العربيّة للسلام آتت للتاكيد على بيان القمّة العربيّة المتماشي مع خيار استراتيجي سليم .. فضلاً على أن هذه المبادرة المشار إليها هي في الأساس مبادرة خادم الحرمين الشّريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمهما الله .. المتجسّدة في شعار الأرض مقابل السّلام .
إفساحاً في المجال لحلّ الدّولتين .
اللأفت بأنّ السّعوديّة دولة إقليميّة كبيرة في المنطقة .
مقارنة مع العمليّة النّوعيّة لكتائب القسام ! تُعزز الموقف السّعوديّ في المفاوضات المقبلة الّتي تُتيح التأسيس لإرساء عمليّة السّلام وحلّ الدّولتين والتّعويل على المسار السّياسيّ العادل والشّامل .. إذ لا يجوز ابداً الإبقاء في الدوامة العنيفة من الحرب والصّراع الفلسطينيّ والإسرائيليّ !
لذلك ، المقاربة الواقعيّة لهذه المسالة تتمثّل في حلّ الدّولتين بالوسائل السلميّة .. تساعد على تحقيق الاستقرار السائر مع مسار الاستمرار والتشجيع على المشاريع الاستثماريّة والتحفيز على الأعمال الاقتصاديّة ..
مما يُستطرد إلى ذكره ، إذا كان هناك من يعتقد أنّ حركة حماس نفذت
“طوفان الأقصى” لتُلغي المبادرة العربيّة السّعوديّة منذ قمّة بيروت 2002 . فإنّ قيادات حماس أعلنت أنها تقبل بحلّ الدّولتين .
وسط ذلك ، فهل هي رسالة ودّ من الإخوان المسلمين نحو المملكة بعد فترة طويلة من الافتراق ! لأسباب عدة : منها التّنافس العربيّ الإقليميّ بالإضافة إلى صراع الأجنحة داخل الحركة الّتي باتت تُشبه حركة فتح في تعدد أجنحتها وبتسميات مختلفة تحت قيادة المرموق آنذاك في إدارة التّوازنات الفلسطينيّة الراحل ياسر عرفات . وعليه ، لا بُد أن نتطرّق إلى الشعار السّياسيّ الّذي ترفعه السّعوديّة اليوم بعد إقدامها على تبليغ الأمر للقوى الكبرى في العالم منها : الولايات المتحدة الأميركية  الصين  روسيا  فرنسا  بريطانيا  المانيا  إيطاليا  اليابان  الهند ..
أيضاً ، الدّول الإسلاميّة من تركيا  إيران  اندونيسيا  الباكستان ..
ومجموعة من الدّول العربيّة من
الاردن  مصر  المغرب  وهلمّ جرّا .
القيام بتشكيل قوة دعم لهذه المبادرة ، لإرغام العدو الصهيوني المتغطرس بقواه النازيّة الغازيّة
وسياسته العدائيّة  العنصريّة  الاستعماريّة .. ! الرّضوخ للحل الأساسي المتضمّن حلّ الدّولتين .
بعد أن كان مجرم الحرب بنيامين نتنياهو ألغى فكرة الأرض مقابل السّلام ليحاول فرض معادلة جديدة هي السّلام مقابل السّلام . لا سيما
إسرائيل لا تُريد دولة فلسطينيّة مستقلة لأنها تعتبرها مسمار يّدق في نعش الكيان الإسرائيليّ ..!
مما جعلها لم تُنفذ أي شيء من اتفاقيّة أوسلو  اتفاقيّة وادي عربة  اتفاقيّة كامب ديفيد ..!
تجدر الإشارة ، بأن عملية
“طوفان الأقصى” لكتائب القسام وهمجية العدو الصهيوني في إبادة الشّعب الفلسطينيّ في قطاع غزة
جعل وزير خارجية أميركا انتوني بلينكن ورئيس الجمهوريّة الفرنسية إيمانويل ماكرون وكثير من القوى الاخرى والمؤسسات الدّوليّة والإقليميّة يُنادون بحلّ الدّولتين ، وهذا ما انسحب على نتاج مقررات مؤتمر القمّة العربيّة في الرياض .
مدعوماً من المواقف الدّوليّة ، الإقليميّة ، العربيّة والإسلاميّة .
ضمن هذا النطاق ، هناك الموقف الإيراني الداعي إلى إزالة الكيان الصهيوني من الوجود !
بطبيعة الأمر ، فإنّ إستشراف الجواب أخذنا إلى مراقب عربي مطلع حول السؤال عن الموقف الإيراني في إزالة الكيان الصهيوني ! فقد قال بحسب التوصيف الواقعي .. إذا كانت حماس انفردت بقرار ” طوفان الأقصى”
كما يتبين ، على الرغم من علاقاتها الاستراتيجيّة مع إيران وحزب الله ،
فمن المؤكد مفاجأة إيران والحزب بالأمر . توازياً ، إذا كانت حركة حماس أعلنت تأييدها للمبادرة العربيّة للسلام الّتي تُفضي إلى حلّ الدّولتين . السؤال في هذا الصّدد ؟
هل حصل افتراق إخواني عن الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة ؟
وهل ستشهد القضيّة افتراقاً أكبر بين شعار إزالة الكيان الصهيوني كما تُنادي إيران وبين قبول حماس بالتّعايش معه في ظلّ حلّ الدّولتين؟
على كلّ حال ، هناك عقبات ، عراقيل وعقد على نطاق واسع لا يُمكن فكفكتها في المرحلة الحالية ! لإيجاد مواجهة مع محاولة تطبيق مبدأ حلّ الدّولتين المتآتيّة من الصّورة السّوداويّة المحاطة بمجرم الحرب رئيس الحكومة اليّمنيّة المتطرّفة بنيامين نتنياهو ..!
أمام هذا الواقع ، عند اقتراب حماس من الموقف المبدئيّ الأخلاقيّ .. مع السّلطة الفلسطينيّة الوطنيّة .. يُصبح هناك وحدة وطنيّة فلسطينيّة ، تقطع الطّريق من اليمين ومن اليسار –
من العدو ومن الصديق .. لإحباط أي خطّة تعمل على إحداث أي فجوة عميقة تسبب بأزمة خلافيّة ..!
بطبيعة الحال ، اللّهمّ إلا إذا وقفت طهران خلف حركة الجهاد الإسلاميّ الملتزم مبدأ إزالة الكيان الصهيوني من الوجود ..! وبالتّوافق مع إيران وحزب الله أعلنت الحركة رفض حلّ الدّولتين . على أثر ما تقدّم ، يبدو جلياً ، من المبكر الحديث عن تسوية .
لكن انعقاد قمّة الرياض قالت للعالم :
آن الأوان لإنهاء مجازر الكيان الصهيوني من الإبادة الجماعيّة  التّطهير العرقي  التّهجير القسري
قتل المدنيين  التّدمير الهائل ..!
لا يُصدقها عقل بشري عاقل لأنها تعتبر فظائع ، فضائح ومشاهد مرعبة ومروعة ..! يُضاف إلا أنها مجازر ضِد الإنسانيّة وانتهاكاً صارخاً للقوانين الدّوليّة .. بحقّ شعب محتل  أعزل مقهور  مضطهد  مظلوم ..! محروم من حقوقه ومسلوبة أرضه منذ 75 سنة . لا يُخفى على أحد من الناس في بقاع الأرض بأنه الشّعب الوحيد في العالم الّذي أفقده العدو الصهيوني الأمل في الحريّة والحياة .
أخيراً ، الانتصار لكلّ من يتمسّك بالقضيّة الفلسطينيّة .