“الشغور يكاد يعمّ معظم الإدارات”… عودة: ألم يحن الوقت؟

ترأس المطران الياس عودة خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، اليوم الأحد، وبعد قراءة الإنجيل المقدس ألقى عظة قال فيها: “أحبّائي، في إنجيل اليوم يعطي الرّبّ يسوع مثلاً عن غنيٍّ كان همّه أن يجمع غلّاته ويوسّع لها مكانًا، غير مهتمٍّ لخلاص نفسه، فأتت ساعته وهو غير مستعدّ”.

وأضاف، “مثل إنجيل اليوم ليس موجّهًا ضدّ الأغنياء إنّما هو موجّهٌ إلى كلّ من يتعلّق بالمادّيّات أكثر من الرّبّ، وهؤلاء قد يكون بينهم فقراء ومساكين. كلام المسيح يعني أنّ العالم سيكون مليئًا بالضّيق المستمرّ، الأمر الّذي نعاينه يتحقّق حولنا كثيرًا في الآونة الأخيرة، لكنّ الرّوح القدس يساندنا، وفي النّهاية يعترف المسيح بمن يثبت. واضحٌ من كلام المسيح أنه يريد رفع مستوى تفكيرنا نحو السّماويّات والتأكيد على أنّنا غرباء في هذه الأرض”.

وتابع، “لهذا، نسمع في القدّاس الإلهيّ: “لنضع قلوبنا فوق”، تذكيرًا بما نكون قد سمعناه قبلًا، بعد تلاوة الإنجيل، من المرتّل القائل: “لنطرح عنّا كلّ اهتمامٍ دنيويّ، كوننا مزمعين أن نستقبل ملك الكلّ” لأنه لا يمكن لمن يسعى إلى الإتّحاد بالمسيح أن يكون مادّيًّا”.

وأردف، “يا أحبّة، أين المسؤولون من هذه الأفكار الإلهيّة؟ كلٌّ منهم يظنّ أنّه خالدٌ، فيوسّع أهراءه، ويخزن فيها ما وهبه إيّاه الله لمساعدة الآخرين. بلدنا انهار، وذوو السلطة والنفوذ ما زالوا على ترفهم، وبطشهم، وطمعهم بخيرات البلد وأموال الشعب، لذا لا نرى جدّيّةً في العمل على حلولٍ ناجعةٍ تنهض بالبلد وأبنائه. الإصلاح الموعود تعثّر لسببٍ نجهله، مسيرة النهوض توقّفت، أموال الناس تبّخّرت، حتى تحقيق المرفأ عثّر وصرف النظر عنه”.

واستكمل، “لقد عجزوا عن انتخاب رئيسٍ، والبلد يدار من حكومة تصريف أعمالٍ تكبّلها ارتباطات أعضائها أو مصالحهم، ومجلس النوّاب لا يعمل، لا ينتخب ولا يشرّع ولا يراقب ويحاسب، والشغور يكاد يعمّ معظم الإدارات العامة شبه المقفلة. والأخطر عدم احترام الدستور وتفسيره بما يناسب المصالح. إنّ الإستهانة بالموقع الأوّل في البلد يؤثّر على الحياة الوطنية بأسرها، على وحدة البلاد ودورها، وعلى أداء المؤسّسات وملء الشغور فيها. ألم يحن الوقت بعد لتخطّي الأنا والإلتفات للمصلحة العامة، خاصةً في هذا الظرف؟”.

وشدّد على أن “الله فطرنا على الحبّ، فلا نشوّهنّ ما خلقه الله أكثر فأكثر”.

وقال: “دعوتنا اليوم أن نرمي عن نفوسنا وقلوبنا وشاح الأنا والطّمع، وأن نلبس لباس المحبّة الّذي توشّحنا به في المعموديّة. وليكن هدفنا الملكوت السّماويّ حيث الغنى الحقيقيّ، عوض تكبيل أنفسنا بغلّاتٍ تسرق وتتلف ونموت قبل الاستفادة منها”.

وختم: “كذلك نرفع الصلاة من أجل المعذّبين والمقهورين في غزة حيث حتى الحجر يئنّ، ونسأل الله أن يرفع عنهم الظلم، وأن يدرك العالم أنّ ما يجري هناك جريمةٌ بشعة، لكنّ الأبشع هو سكوت العالم وعجزه عن وقف المجزرة. حمى الله الأطفال والأبرياء وحمى لبنان من كلّ شرّ. آمين”.