بينما تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول، تتجه الأنظار نحو خطر أكبر من حركة حماس الفلسطينية، يتجسد في تنظيم حزب الله، الذي يمتلك ترسانة أسلحة كبيرة.
وأعلنت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إنه من الواضح في الأيام الأخيرة أن التصعيد الحالي في الجبهة الشمالية قد يؤدي إلى حرب حقيقية، ونقلت عن مستشار استراتيجي أن حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، يعلم أنه في اليوم الذي يقرر فيه القتال سيُهزم. وتحت عنوان “على حافة الحرب في الشمال.. خبير يوضح: حزب الله في الفخ”، شرح الرائد في الاحتياط، أودي تانا، احتمالات خوض حزب الله حرباً ضد إسرائيل.
ومنذ يوم “السبت الأسود” الذي قام فيه عناصر حركة “حماس” الفلسطينية بقتل واختطاف المئات الإسرائيليين، جلس “حزب الله” على الحياد يناقش ما يجب فعله، وما إذا كان سيدخل في جولة كاملة من القتال في شمال البلاد. ومنذ ذلك الحين، يتحرك الحزب عسكرياً كل يوم بطريقة محسوبة، ولكن متسقة، من منطلق الرغبة في إبقاء محور الحرب مفتوحاً، ومن الناحية العملية، هناك حرب تجري هنا بسرعة، حيث يأمل حزب الله بشكل أساسي ألا يرتكب فيها الكثير من الأخطاء. وشدد على أن “القتال اليوم في غزة يشكل إشارة تحذير واضحة لحزب الله”. وأضاف, “لقد اختار الجيش الإسرائيلي تدمير أوكار المسلحين في قطاع غزة، وكل صاروخ يطلق في الجنوب تصل ارتداداته مباشرة إلى الشمال”. وتابع, أن “حزب الله يدرك جيداً أن الصور في غزة قد تتكرر في بيروت أيضاً، إذا قرر نصرالله فتح جبهة أخرى بكامل طاقتها”. وأردف, “لقد وقع حزب الله في فخ، فهو يعلم أنه، بصفته الشخص الذي يسيطر على لبنان، فإن المنزل الذي يدمر نتيجة الهجمات الإسرائيلية سيتحمل مسؤوليته، لكنه لا يزال يحاول أن يظل ذا صلة بين المنظمات المسلحة التي تسعى إلى القتال ضد إسرائيل”. وأشار إلى أن, “حماس وحزب الله واليمن وسوريا وإيران، اعتقدوا أنه بسبب السجالات المريرة التي دارت في إسرائيل العام الماضي، فإن “خطاب العنكبوت” الذي ألقاه نصرالله عام 2000، والذي أشار إلى تفكك إسرائيل يتحقق، ومن الناحية العملية لم يتنبأوا بشكل صحيح بقوة إسرائيل”. وفي نهاية حديثه، قال: “إن نصرالله يعلم أنه في اليوم الذي يقدم فيه على فتح جبهة كاملة، فإنه سيُهزم بطريقة لن يتمكن من التعافي منها”. وتحت عنوان “الحرب مع حزب الله حتمية”، ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، أنه رغم أن “الجبهة الراديكالية” في الجنوب هي المفتوحة الآن، إلا أن الأنظار تتجه نحو الشمال، وأن العديد من الباحثين يجمعون على أن حسن نصرالله يريد جر إسرائيل الحرب، ولكنه ينتظر الخطوة التي سيتخذها حتى يُعتبر “المدافع عن لبنان”. ونقلت الصحيفة عن المقدم احتياط في الجيش الإسرائيلي، شاريت زاهافي، رئيس مركز ألما للأبحاث أن “الوضع حالياً مناسب للإيرانيين، لكن بدون عمل عسكري لن يعود سكان الشمال إلى منازلهم”. وأضاف أن, “هناك طريقة واحدة فقط لإبعاد “قوات الرضوان” عن السياج الحدودي وهي الحرب”. وفي هذه الأثناء يتدخل حزب الله جزئياً فقط، متحدياً قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة على السياج، بينما يحتفظ بقوة النيران الكبيرة والقوات الخاصة وقوات الرضوان، لليوم المُحدد. ووفقاً لزاهافي “حزب الله يريد الحرب، لكنه لا يريد أن يُلام على إدخال لبنان في الحرب، ويحاول جر إسرائيل إلى المعركة، ومنذ عام ونصف أطلق عشرات الصواريخ في عيد الفصح الماضي، وكانوا متأكدين من أن إسرائيل سترد”. ويقول زاهافي إنه من وجه نظر نصرالله فإنه في موقع المنتصر، حتى لو لم يجر إسرائيل إلى الحرب، حيث إنه أنشأ منطقة أمنية داخل أراضي إسرائيل، وينتظر أن يكون المدافع عن لبنان. واستطرد, “إما أن يبادر، وإما أن يخطئ ويصاب، إذا قرر فتح الجبهة، فهذا يعني أنه سيكون هناك قتال في الأراضي الإسرائيلية، ولكن بشأن الوقت فنصر الله يتركنا نقرر متى، ولكن ما هي الخيارات التي لدينا؟”. وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أنه في اليوم التالي لهجوم حماس يوم 7 تشرين الأوّل، انضم حزب الله إلى الحرب على الجبهة الشمالية، ومنذ ذلك الحين، تجري اشتباكات يومية مع عناصر التنظيم، مستطردة: “هناك حرب في الشمال، ولكن بحدة منخفضة”. ونقل سكان الشمال رسالة مفادها أنهم لا يعتزمون العودة للعيش بجوار الحدود ما دامت قوات حزب الله وقوات الرضوان على السياج، وأرسل الجيش الإسرائيلي رسائل مفادها أنه مستعد لأمر ما، وأن الحرب لا مفر منها، لكن المستوى السياسي لم يوافق بعد على خوض الحرب في عمق لبنان. وأجرت الصحيفة في الأيام الأخيرة بعض المحادثات مع العديد من الباحثين، بعضهم حالياً في الخدمة الاحتياطية بوحدات النخبة الإسرائيلية، وفي الأجهزة الأمنية المختلفة، ويقول أحدهم: “حزب الله ينتظر التدخل الإسرائيلي، ويريد أن تتخذ إسرائيل الخطوة الأولى”. ولفت الباحث إلى أن نصرالله ينتظر خطأ إسرائيلياً يتضمن هجوماً في بيروت أو أضراراً جسيمة بالمدنيين، وعندها سيعتبر مدافعاً عن لبنان وسيهاجم إسرائيل، و”على الرغم من الراعي الإيراني، فإن الرأي العام في لبنان مهم بالنسبة لنصرالله، ويتابع التنظيم التحركات في إسرائيل بهدف التعرف على الهجوم الأول الذي تقوم به إسرائيل، والرد عليه”. أما بشأن العمليات الحدودية في آخر عام ونصف، والتي قيل إن حزب الله ليس مسؤولاً عنها، أكد الباحث أن حماس لا تستطيع إطلاق النار دون موافقة الحزب، والجيش اللبناني والأمم المتحدة والمواطنون جميعهم لا يفعلون شيئاً دون موافقة حزب الله، وكذلك حماس. |