منذ دخل هذا الشخص معترك العمل السياسي ، ومصلحته تتقدم اي مصلحة اخرى ، ولربما وجد ان زواجه من ابنة ميشال عون احدى ذرى هذه المصلحة ، وقد كان عون لعدة سنوات احد بطاركة الموارنة والمسيحيين ، والاقتراب منه يحمي ويعد بكل المصالح التي تناسب جبران باسيل ،ليكون هو صهر ميشال عون المعبود المسيحي ثم المرشح الاوفر حظاً للرئاسة ثم الرئيس ، ليفتح الباب للصهر الصغير ليكون وريثه !!
من هذا الطموح الذي تجاوز الى الجموح ،يحدد باسيل مواقفه من كل الامور في لبنان ، ولا شيء يتقدم مصلحته الشخصية !
باسيل النرجسي نحدث اعلامياً عن انه شاطر كفاية ويعمل كفاية ويطمح كفاية كي يمتلك طائرة خاصة مثلاً
كانت الامور تسير وفق ما يناسب باسيل في كل الحكومات التي تمترس فيها في وزارة الطاقة والمياه ، حيث صرف عليها وفق كتابات الخبير النفطي والمالي مروان اسكندر نحو 70 مليار دولار منذ 13 عاماً حتى الآن …
وكم كان الصهر الصغير ليسعد مع مرور ثلاث سنوات على فترة رئاسة عمه ، حيث يقترب موعد وراثة عنه الرئيس بعد سنوات ثلاث ، وكم صار باسيل قلقاً ثم متوتراً ثم موتوراً مع بدء النصف الثاني من هذه الفترة !
لماذا ؟
انها الانتفاضة الوطنية ضد الحرامية بدءاً من 17 /10/ 2019 ، وليس في لبنان من لا يذكر الهتاف الاوضح فيها ضد جبران باسيل ، قبل الآخرين من رموز الفساد .
بداية كان جبران يرى ان على الجيش ان ينزل الى الشارع لقمع المتظاهرين ، ذهب الى عمه طالباً بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة اللبنانية ،ان يصدر اوامره الى قائد الجيش العماد جوزيف عون لإنزال الجيش والتصدي للمتظاهرين الذين كانوا يقطعون الطرقات ، لكن الجيش اللبناني هو من هؤلاء الناس في الشوارع ، وعندما تمكن المتظاهرون ، من منع باسيل من التوجه الى بلدته في البترون ، صار الصهر الصغير اكثر الحاحاً على انزال الجيش ، وهاله كيف بكى جندي لبناني في منطقة جل الديب عندما وجد متظاهرين يهتفون للجيش ويدعون عناصره للانضمام اليهم !
المهم
استدعى الرئيس عون قائد الجيش العماد جوزيف عون ، ليلتقيه ومعه باسيل ، وهو امر خارج كل الاعراف والتقاليد الرسمية ، فمن هو باسيل؟
هو ليس الا وزيراً وهو ليس وزير دفاع حتى يكون حضوره طبيعيا. ، انه صهر الرئيس ليس الا …
وعندما طلب الرئيس من القائد ان ينزل الجيش سأله الاخير:
فخامة ألرئيس ، لو كنت مكاني هل كنت ستغامر بإنزال الجيش؟ ألا تخشى عليه من الانقسام؟
سأل الرئيس عون قائد الجيش:
وعندما يصل المتظاهرون الى قصر بعبدا ، ما الذي ستفعله؟
اجابه القائد:
فخامة الرئيس لديك الحرس الجمهوري..
هنا، انفعل رئيس الجمهورية ليقول لقائد الجيش:
انا ما عندي ثقة فيهم !!
عندها قال العماد: فخامة الرئيس اعطني امراً من مجلس الوزراء وانا انفذ ضبط الشارع من دون اراقة دماء ، ثم طلب الاذن وانصرف .
اسقط في يد العم والصهر الصغير ، وكانت اصغر العبارات التي تبادلاها تدور حول ” قلة الوفاء” ، حيث ان الرئيس عون هو الذي جاء بالضابط عون الى قيادة الجيش ، وكان العم وصهره الصغير يجزمان انه سينفذ لهما كل ما يطلبانه منه ،
لم يكظم الصهر غيظه امام مقربين منه ، وهو يقسم انه سيدفع جوزيف عون الثمن غالياً.
اما ميشال عون فقد استدعى مسؤول امن حزب الله وفيق صفا ليسأله:
اذا زحف المتظاهرون الى قصر بعبدا ماذا ستفعلون؟
استمهل صفا عون لمدة ساعة ، ليعود اليه بالحسم:
فليصمد الحرس الجمهوري عشرة دقائق ، وستجد خمسة آلاف مقاتل يصعدون من الضاحية الى القصر الجمهوري لحمايتك والدفاع عنه .
وحين اعلن امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله انه ممنوع إسقاط رئيس الجمهورية ، ورئيس الحكومة ( سعد الحريري قبل ان يستقيل ) قارن ميشال عون وصهره الصغير بين موقف السيد نصر الله الداعم لعون بعد ان صمم على ايصاله الى الرئاسة وموقف العماد جوزيف عون ، الذي جاء به ميشال عون الى قيادة الجيش ، ولم يدافع عنه في الشارع !!
وعادت عبارات الذم على لساني الاثنين ضد “قليل الوفاء “جوزيف عون !!
هل هذا سبب كاف ليكره الصهر الصغير قائد الجيش؟
اقرأوا هذه النقاط الثلاث لتحكموا :
١- العماد جوزيف عون لم يحم فترة ميشال عون، ولم يوفر الفرصة ليرثه الصهر الصغير .
٢- العماد حوزيف عون هو المرشح الاوفر حظاً عربياً ودولياً ، وهو الاول بين المرشحين للرئاسة العتيدة .
٣- العماد جوزيف عون هو القائد الاهم ، ليس في قيادته الرسمية المحددة المدة في الجيش ، بل في قيادته اللامحدودة في نظر 90% من العونيين العسكريين والمدنيين والحزبيين في تيار ما كان يعرف بإسم تيار عون الذي قزمه الصهر الصغير على مقاسه السياسي.
جبران باسيل يخشى ان يتسرب من تبقى من تيار عون، وقد اصبح “مجموعة باسيل” للإلتحاق بنهج العماد – الرئيس جوزيف عون ، فيقضي على اي امل لباسيل ليكون مختاراً في قضاء البترون !! وهل هذا قليل
الامور عند باسيل كلها شخصية ، وهو يعتقد بنفسه انه الاذكى والاكفأ والاشطر ، وهو لن يسمح لموظف ان ينتزع منه جموحه ، الذي امضى اكثر من عشرين سنة وهو يشحذ اسنانه لأجله !!
خصوصاً وان العماد جوزيف عون اسم ثابت في لوائح المرشحين للرئاسة ، بينما خلت هذه اللوائح من اي ذكر لباسيل .
آخر البدع !!
نقل عن مقرب لباسيل في بيروت ، انه قد يقدم في آخر المطاف ، على تكرار بدعة ( الحصول على توقيعات نوابه ووزرائه بالاستقالة عندما يطلب منهم ذلك ) ليفرضها باخذ تعهد من العماد جوزيف عون بأن يوافق على التمديد له في قيادة الجيش ، في مقابل ان يرفض عون قبول اي ترشيح له من القوى السياسية اللبنانية والعربية والدولية .
عندما سمع احد السياسيين المخضرمين هذا التصور ضحك قائلًا:
باسيل لا يعرف العماد عون ، وهو مغرور الى درجة يظن فيها ان قائد الجيش هو احد نوابه او وزرائه . . متابعاً : عقل تخريبي كهذا سيخرب بيته في النهاية .
حسن صبرا
الشراع