يتيمة بدت اليوم الصحافة في لبنان وفلسطين، شأنها شأن القدس، تزف أبنائها بطلاً تلو بطل في سبيل نقل وحشية العدو الغاشم وبربريته، إلى الرأي العام، في محاولة جريئة لكشف حقيقة إسرائيل، التي دأبت وسائل إعلام عربية وغربية على محاولة تحسينها، عبر إزالة صورتها الهمجية ، التي عهدها اللبنانيون خلال حوالي 70 سنة من الصراع العربي الإسرائيليّ، وتجميلها بل بعضهم نحا منحاً أخطر ، فحاول أن يظهر الكيان المحتل الغاصب كراعٍ للسلام في الشرق الأوسط.
وهنا كان دور الإعلام البطل إذ تسلّح بأخطر الأسلحة في العالم (آلة تصوير، قلم جريء، حسّ مرهف، قلب شجاع، وضمير مفعم بالحياة) سلاح يعدْ بألف ألف رأس نووي وذرّي، إذ إنه يعمل على تنمية الوعي وإيقاظ الضمير الذي لم يألُ العدو جهداً عن استهدافه في كافة المجالات.
رفضت الصحافة في لبنان وفلسطين أن تقف على الحياد، فوثّقت وصوّرت ونشرت وبيّنت جرائم الاحتلال وهمجيته فلم يوفّرها العدو في استهدافاته، فهي بنظره أخطر مقاتل . كيف لا ؟ وهي بوق يكشف هويته الحقيقية.
أبت الصحافة في لبنان وفلسطين إلا ان تكون شاهدة على فضح زيف إدّعاءات العدوّ وهمجيته ووحشيته، من شيرين أبو عاقلة (قتلت برصاص الإحتلال الإسرائيلي في 11/5/2022) مروراً بعصام عبد الله (قتل في علما الشعب جنوب لبنان في 13/10/2023) وحسونه اسليم وساري منصور وعبد الحليم عوض (استهدفهم الطيران الإسرائيلي في غزة مساء السبت 18/11/2023) وصولاً إلى المراسلة فرح عمر والمصور ربيع المعماري (استهدفهما العدو الصهيوني اليوم الثلاثاء 21/11/2023 عند مثلث طير حرفا في جنوب لبنان)، فضلاً عن آلاف الصحافيين الذين ارتقوا منذ بدء الصراع مع العدو الصهيوني.
الشيخ حسن حماده العاملي
الشراع