“قصف ايراني لـ الخليج”… وزير يتحدّث عن “حدث” سيفجّر الصواريخ ويحرّك الأساطيل!

رأى وزير الخارجية الأسبق فارس بويز أن “أية هدنة تحصل سيكون لها إنعكاس إيجابي على الصراع ككل، ولاسيما على لبنان، بحيث تهدأ الأمور قليلاً، هذا بالمطلق ولكني أخشى أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإستغلال الوضع كي يتفرغ للموضوع اللبناني الذي لا يقل أهمية على المستوى الأمني من موضوع غزة”.

وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال بويز: “المطالبة بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 أمر طبيعي، ولبنان موافق على هذا الأمر، أما عملية التلميح بأن القوات الدولية ستتولى شيئاً ما، هذا تلميح بإستخدام الفصل السابع، وهذا يحتاج إلى قرار كبير صادر عن مجلس الأمن الدولي بتحويل قوات حفظ السلام إلى قوات عسكرية ضاربة، ولكني أستبعد الأمر”.


وأوضح أنه “في حال تفاقمت الأمور، قد نذهب إلى حرب إقليمية، فإن توسعت الحرب ولجأ حزب الله إلى إستعمال كامل قوته الصاروخية، سيتدخل حتماً الأسطول الأميركي في الحرب، مما سيورط إيران أيضاً مباشرة في البحر الأحمر وفي الخليج ضد القواعد الأميركية، والحرب الإقليمية ستقترن بالحرب النفطية وستقفل أبواب المضائق، كمضيق باب المندب ومضيق هرمز، ليصبح العالم أمام أزمة نفطية حقيقية ولتصبح روسيا مصدر المحروقات في العالم”.

وتابع، “لذلك، تسعى الولايات المتحدة لعدم توسيع الحرب بالضغط على نتنياهو، ولكني أعتقد أنها ضعيفة أمام إسرائيل التي تتحكم بكافة مفاصل السياسة الأميركية، ولكن حتى هذه الساعة، أعتقد أن جميع الأطراف تسعى لعدم توسيع الحرب عدى نتنياهو”.

وأضاف، “من أجل تغطية إخفاقاته، سيحاول نتنياهو جس النبض خلال هذه الهدنة، ففي حال وجد أن الأوضاع سياسياً ذاهبة في إتجاه يناسبه، وأن ليس بإمكانه إستكمال مشروعه الإستيطاني التهجيري، قد تشكل هذه الهدنة مدخلاً لحالة أثبت وأطول، وإلاّ سيستكمل حربه على الفلسطينيين كي يحوّل نفسه إلى بطل في أعين الإسرائيليين”.

ولفت إلى أن “الشعب الفلسطيني أصبح صعب المنال، وأن الرأي العام الدولي وحتى اليهودي، لم يعد أعمى كما كان في بداية الأحداث، ومن دون أدنى شك نجحت حماس في إعادة وضع القضية الفلسطينية على الطاولة، بعد أن أوشكت أن تخرج من ضمائر الناس، والجميع عاد ليتحدث عن حل الدولتين، وأعتقد أنه أصبح في إستطاعة الفلسطينيين أن يقولوا يوماً ما، أنهم لوحدهم تمكنوا من تحقيق إنتصارهم، حتى ولو خسروا كمية كبيرة من الضحايا”.

وأشار إلى أن “الرأي العام اليهودي الداخلي والخارجي أصبح أكثر إقتناعاً بعد هذه الحرب أن لا خلاص إلاّ بحل سياسي”.

وإعتبر بويز أن “إنفراد الفلسطينيين في حربهم ضد إسرائيل، يعطيهم القدرة على القول، نحن أصحاب القضية، ونحن نقرر ما نريد وما لا نريد، مما يدفع كل القوى الأخرى إلى التمنع عن المزايدة على الفلسطينيين في قضيتهم، وفي حال حصل حل للقضية الفلسطينية، ينتفي سبب وجود الحركات المقاتلة”.

وأردف، “لا أعتقد أن المجموعات المقاتلة يمكنها الإستمرار بنفس النهج والفعالية في حال وجد الحل السياسي، وفي حال لم يحصل فلا مجال لتصفيتها، وسيغذيها الظلم القائم في هذه المنطقة، وبعد كل محاولة للتخلص من حركة مقاومة بالقوة، ستظهر حركة أخرى أكثر منها تطرفاً، والقتل العشوائي الذي تمارسه إسرائيل، سيُنتج جيلاً جديداً من المقاومين، وكل ما نجح به نتنياهو حتى الآن هو تأسيس أجيال حاقدة على إسرائيل”.

وفي العودة إلى حرب النفط شدّد بويز على أنه “لا يمكن لصور الأقمار الإسطناعية والخرائط الزلزالية أن تخطئ بهذا الحجم، وتظهر عملية التنقيب أن لا نفط في آبار لبنان، فهامش الخطأ ضيق جداً، ولا يمكن أن تتكبد الشركات العالمية تكاليف الحفر إن لم تكن واثقة من وجود النفط، وأنا أعتقد أن هناك قرار بعدم السماح للبنان بإستخراج نفطه طالما أن الوضع السياسي هو على ماهو عليه حتى الآن، وليس من الصدفة أن لا تدخل أي شركة أميركية في إلتزامات الحفر”.

ولم يتوقع بنتيجة حرب غزة أن يحصل أي إحتكاك روسي أميركي، لأن “ما حصل في غزة خدم روسيا، بمعنى أن مخزون الأسلحة والمال الذي يمكن للولايات المتحدة الأميركية التصرف به، حُوّل إلى إسرائيل وحُرمت أوكرانيا من المساعدات المالية والعسكرية، والأنظار العالمية تحولت كلها إلى غزة”.

وكشف أن “هاجس إسرائيل التاريخي هو أن تبقى مسيطرة على الأجواء الجوية، وهي لا تتحمل وجود سلاحين، السلاح النووي والسلاح المضاد للطائرات، وهي تقلق من إمكانية حصول حزب الله على سلاح مضاد للطيران فتفقد بذلك سيطرتها على الأجواء، ويصبح من الخطر تحليق الطيران الإسرائيلي فوق لبنان وسوريا”.

وإستبعد “إمكانية تزويد أذرعة إيران بهكذا سلاح روسي، لأن لروسيا علاقاتها التارخية مع الدولة العبرية، وهنالك جالية روسية في إسرائيل، ولهذا السبب نحن نعلم أنه ممنوع على الجيش اللبناني أن يكون لديه طائرات مقاتلة”.

وختم الوزير بويز بالتأكيد على أن “الصين لم تضع ضمن أولوياتها في المنطقة حتى الساعة إلاّ الموضوع الإقتصادي، ومن دون أدنى شك من يصبح قوياً إقتصادياً سينعكس ذلك على دوره السياسي، ولكن حتى اللحظة لم تدخل الصين في المعترك السياسي الحقيقي”.